المتاحف جواهر الماضي وروح المستقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

المتاحف ذاكرة الشعوب، وحافظة تراثها الإنساني من الاندثار، بين جدرانها نكتشف جماليات الماضي ونوثق الواقع، ونستمع لحكايات كثيرة، قدم بعضها يكون على قدر مسافة الزمن، وأخرى تروي حكاية المستقبل.

متاحف دبي والإمارات استطاعت أن تتجاوز حدود ما تمتلكه من مقتنيات، لتتحول إلى منصات ثقافية مرموقة، لتصبح محطات رئيسية على قوائم زوار «دانة الدنيا» والإمارات، الذي مكنها من إثراء المشهد الثقافي والفني في الدولة، بما تحتويه من كنوز أثرية ومقتنيات ومخطوطات قديمة، متيحة الفرصة أمام الجميع للتجول بين الأزمان والتعرف إلى التراث الحضاري الإماراتي.

دبي والإمارات تصافح زوارها في اليوم العالمي للمتاحف، حيث تفتح أبوابها أمامهم، عبر عديد الأنشطة التي تقام احتفاءً بهذا اليوم العالمي الذي تحتفل به الإمارات منذ عقدين، لتعكس من خلال ذلك مدى اهتمامها بمنظومة المتاحف، لا سيما بعد أن تحولت دبي والإمارات إلى وجهة تستقطب المتاحف العالمية التي فتحت لها فروعاً في الإمارات.

170

المهندس رشاد بوخش، رئيس المجلس العالمي للمتاحف - فرع الإمارات، أكد لـ «البيان» أن الإمارات تضم 170 متحفاً.

وقال: «كثيرة هي المتاحف التي تضمها الإمارات ويصل عددها إلى 170 متحفاً، من بينها 115 متحفاً خاصاً، أما البقية فهي حكومية، وهذا يعكس مدى اهتمامها بالمتاحف، لأهميتها في حفظ ذاكرة المجتمع وتراثه وثقافته»، مشيراً إلى أن دبي فقط تضم نحو 13 متحفاً خاصاً مثل متحف المرأة ومتحف القهوة ومتحف تاريخ السينما وغيرها، أما رأس الخيمة فهي صاحبة نصيب الأسد من المتاحف الخاصة، بضمها 33 متحفاً خاصاً.

وقال: «تتميز متاحف الدولة بشكل عام بجمالها واعتمادها لأساليب عرض حديثه، والأمر ينسحب على المتاحف الخاصة التي ساهمت بحفظ الكثير من المقتنيات، ونعمل من خلال المجلس العالمي للمتاحف، على مد يد العون لأصحاب هذه المتاحف لتطويرها، ولتتمكن من استقطاب السياح لتعريفهم بتاريخ الدولة وإرثها وتراثها».

موعد

بوخش أشار إلى أن اهتمام دبي والإمارات بالمتاحف، لم يتوقف عند حدود التقليدية منها، وإنما انسحب على متاحف مستقبلية. وقال: «خلال الفترة المقبلة، نحن على موعد مع مجموعة مهمة من المتاحف الجديدة التي ستفتح أبوابها لاحقاً، مثل متحف المستقبل في دبي، ومتحف الشيخ زايد بأبوظبي».

من جهة أخرى، سلط بوخش الضوء على جهود الإمارات في حماية المواقع الأثرية والتراثية والمتاحف على الساحة الدولية، كما في العراق، من خلال ترميم جامع النوري ومئذنته الحدباء، وإعادة الحياة إلى عدد من المتاحف المصرية، وغيرها.

وقال: «يد الإمارات بيضاء في هذا الجانب، وقد لمسنا مدى مساهمة الإمارات في إعادة الروح لعديد المواقع التراثية والمتاحف في العديد من دول العالم، وهذا يعكس اهتمام الدولة بالجانب الثقافي والأثري كونه يساهم في حماية الذاكرة الجمعية الإنسانية».

اهتمام

أما المستشار والباحث عبد الله بن جاسم المطيري، فأكد أن دبي أولت اهتماماً واسعاً بالمتاحف والقرى التراثية، مشيراً إلى أن دبي لديها تنوع جميل من المتاحف الحكومية والخاصة أيضاً، حيث تعد الأخيرة داعماً رئيسياً لجهود حفظ الذاكرة الإنسانية المحلية. وقال: «لدينا متحف دبي (حصن الفهيدي) الذي يعد الأقدم في الإمارة، حيث أنشئ في 1971، ويمتاز بكونه يوثق لجوانب عديدة من تاريخ وتراث دبي والإمارات».

منافسة

وتطرق المطيري إلى أهمية ما يتضمنه متحف دبي، من أجنحة وأقسام تبرز تاريخ دبي والدولة بشكل عام، قائلاً: «جمالية هذا المتحف تكمن في أقسامه وأجنحته، خاصة التي توثق المكتشفات الأثرية في دبي، وعلى رأسها موقع (ساروق الحديد) الذي يضم مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية، كما تتضمن أيضاً أقساماً توثق طبيعة الحياة التي كانت سائدة قديماً في دبي قديماً».

واعتبر أن «المتاحف بمثابة ذاكرة مهمة للشعوب»، وأردف قائلاً: «تمكنت دبي وفي غضون فترة قصيرة من منافسة مدن العالم المتطورة، وهذا ما نتلمسه عبر متاحفها، وعلى رأسها متحف الشندغة، الذي يعكس مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهذا الجانب، حيث تقدم لنا متاحف الشندغة حكاية دبي بالكامل، ولا يمكن في هذا السياق تجاهل عديد المتاحف المفتوحة التي تمتلكها دبي، مثل موقع جميرا الإسلامي، وموقع الصفوح وجميرا الأثري وغيرها».

Email