راعي المكرمات

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرفوعة إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة انتهاء حملة البرّ والإحسان.

حيّـــاكَ ربّي يا عميــــــــدَ الدارِ

وسقاكَ من ماء النعيمِ الجــــاري

وكساك مِـــن حُلَلِ الوقار مَهــابةً

وحبـــاك نوراً مِــــن سَنا الغفّار

وجــزاك عن كل الجياع مَثــــوبةً

يا مُجـــــرياً للخيـــــر كالأنهـار

قد كنتَ للطفــــل اليتيـــمِ مَسرّةً

وكشفتَ ما قد مسّ مـــن إضرار

ورددتَ لهفــــــةَ والهٍ متــــــألّمٍ

يشكو مــن الإجهاد والإعســـار

وسَتــرتَ كلّ عفيفةٍ ومَصــــونةٍ

ورسمتَ فالَ الخيــــر في الأقدارِ

طوبى لسَعْيِك حيـن تَنهضُ فارساً

تحمي جِيـــاعَ الأرض في الأقطار

تَحنو على الأيتـــــام غاب مُعيلُهم

وتشـــقّ ليلَ البؤس بالإســـفار

كالفجـــر تطلعُ في صبــاح بلادنا

كالغيثِ جئــــتَ بسَيْلك المِدْرار

أمحمــــدَ الخيــــراتِ حيّاك الحَيا

وأدام ظلّك كالنهــار الســــاري

ما زلتَ ترقى في المكارم صاعـــداً

حتى علوتَ النجمَ في الأسحــار

قــد خصّك الرحمن يا بدر الدجى

بالجـــود في رمضــانَ ذي الأنوار

أطلقـــــتَ حملةَ مُحســـنٍ لفقيرنا

مئــــةً مــــن المليــــون للأبرار

فأجـاب شعبُك يا وصيّةَ راشـــدٍ

بالضِّعْفِ من جـــودٍ ومن إصرار

يمشون خلفَ عقيـدِهم وزعيمهم

فوق الجِيادِ بصَـــوْلةِ الأحــــرار

أعطيتَ مــــن كرمٍ وحُزْتَ كرامةً

ورفعتَ رأسَ الشعب في الأخيـار

وغدوتَ تسعى في مكــــارم دولةٍ

تُعطي بلا مَـــــنٍّ ولا أكـــــدار

أنعشـــتَ أرواحـــاً تفطّر قلبُــها

وتبسّـــم الأيتامُ في الأطمـــــار

وأغثتَ أكبـــاداً تحقّق جوعُــــها

وتضـــوّرتْ مــــن غفلة السُّمّارِ

تركوا الجِيـــاعَ بقسوةٍ لمصيــرهم

وتنكّبوا هَــدْيَ الرحيـــم الباري

هَـــــدْيَ الذي أوصى بكل مُكبّلٍ

بالضرّ والفقرِ العَبــوسِ الضاري

طوبى لك الخيــراتُ يا ابن كرامها

مــــن آل مكتومِ رُعـــاة الجــارِ

مجــــدٌ تغلغل في صَميـــم رجالها

وعطاؤهــم في اليُسر والإعســار

حُيّيتَ يا جبــــلاً ترسّـــخ أصله

في البذل في الإســـرار والإجهـار

أحييتَ مجداً مـــن مكارم زايــــدٍ

ونقشتَ فعلَ الخيــــر في الأسفار

وبعثتَ طِيباً مـــن مناقب راشــدٍ

بالبذلِ والإحســـانِ والإعمــار

فجــــــزاك ربُّ الناس كلَّ جميلةٍ

يا مُلهِما للخيـــــــر والإيثــــار

أفرحـــتَ أرواحا تناثــــر دمعُها

وزرعتَ أرضَ الجــدبِ بالأزهار

فحباك ربي مــــن سحائب جوده

وأطال عمــرك يا عميــــد الدار

صلى الإلهُ على الحبيــب المصطفى

بترنُّم الأطيــــار في الأشجــــار

والآلِ والصحــبِ الكرامِ جميعِهم

ما هبّت الأرياح في الأسحـــــار

 
Email