زايد في حنايا النّفسِ مسكنُهُ

شعر: إبراهيم محمد بوملحه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

يا زايداً في حنايا النّفسِ مسكنُهُ

يا بصمةَ الحبِّ والإيثارِ والرُّشُدِ

لا لمْ تَغِبْ عن عيونِ الناسِ ما فتئتْ

ذِكراكَ باقيةً كالرّسمِ في الصَّلَدِ

أنت الحبيبُ الذي رقّتْ جوانحهُ

زادتْ محبّتُهُ في الكيْف والعَدَدِ

يا مَن بهِ يتغّنى الفجرُ مُبتهِجاً

يا إسمَ زايدَ فخرُ الأمِّ والولدِ

أمجادُهُ في ذُرى العلياءِ باسِقةٌ

تَرفُّ بالخيرِ والآلاءِ والرّغَدِ

يا خيرُهُ عَمَّ أرجاءً وناحيةً

يا بلْسمَ الجُرحِ والآلامِ والجُهُدِ

ويا مِثالَ الأُلى رُبُّوا على كَرَمٍ

أضفى لهمْ غايةً مِن سانحِ الَمدَدِ

تاريخُهُ ناصعٌ بالمكرماتِ غدا

كلوْحةٍ رُصّعَتْ بالثّلجِ والْبَرَدِ

أفعالُهُ الغُرُّ لازالتْ وما بَرحَتْ

كسائغِ العذْبِ يروي من ضنى الجَلَدِ

أحبَّكَ الشعبُ حبّاً لا حدودَ لَهَ

حجْماً يفوقُ المدى في كثرةِ العَدَدِ

كأنهُ البدْرُ في بيداءَ مظلمةٍ

أحالها نوُرهُ كالّلؤلؤِ النَّضِدِ

يا قائدَ الشعبِ يا نبراسَ نهضتهِ

يا مَن غدوتُ بهِ كالطائر الغَرِدِ

يا مَن نتيهُ بهِ حبّاً ومفْخرَةً

نزهو بهِ في الدُّنا لآخِرِ الأمَدِ

يا ماسِحاً لذوي الحاجاتِ دمعَهُمُ

ممّا يلاقونَ من هَمٍّ ومِن كَـبَـدِ

أبو اليتامى الأُلى ناؤوا بما حَملوا

مِن المتاعبِ مِن حُزنٍ ومِن كَمَدِ

كم ذا مددتَ لهمْ كفّاً مباركةً

مملوءةً بالعَطا والخيرِ والرّفَدِ

لم يَهنِكَ العيشُ ما لم تستجبْ لهمُ

سخاؤكَ الثَرُّ يبري شدّة الجُهُدِ

كم ذا بذلتَ وكمْ أعطيتَ منِ كَرَمٍ

أكرمْ بهِ كمْ غدا للناسِ مِن سَنَدِ

قد كان يُعطي عَطاءً طيّباً غَدِقاً

يرجو الثّوابَ فغيرُ الأجْرِ لم يُرِدِ

قد صار زايدُ للإنسانِ مطمحَهُ

يحنو عليهِ حُنوَّ الأمِّ بالولَدِ

إنْ قامَ زايدُ قامَ الجودُ يتبعُهُ

وإنْ أقامَ أقامَ الجودُ كالوَتَدِ

يُعطي عطاءَ الذي لم يخْشَ من نقَصٍ

شَلالُهُ دافقٌ يربو على الَمدَدِ

فزايدٌ سابقٌ في الخيرِ ما وسِعَتْ

يداهُ ترفدُ ألواناً مِن السَّعَدِ

كم أنقذَ الناسَ مِن فقْرٍ ومن عِوَزٍ

يا سوقَ خيرٍ نما ما فيه مِن كَسَدِ

حياتُهُ كلُّها للخيرِ لا بُخُلٌ

تلقى لديهِ ولا شيئاً من الحَسَدِ

فزايدٌ دْوحةٌ غنَّاء يانعةٌ

بالمكرُماتِ التي للخيرِ فيها هُدِي

يا سيرةً ما لها في عصرِنا مَـثَـلٌ

يا طعْمها في شفاهِ الناسِ كالشَّهَدِ

روائعٌ في سجلِّ المجدِ حافلةٌ

بذا الجمالِ الذي يُروى لجيلِ غَدِ

يا أيّها الشيخُ يا مَن زانَ معدنُهُ

حتى تبدّى كبرْقٍ في المدى نَضِدِ

يا مَن بنى في قلوبِ الناسِ منزلَهُ

حُبّاً تَجذّرَ في الأعماقِ والكَبِدِ

نرجو لهُ مِن إلهِ الكونِ مغفِرةً

ينالهُ بالرّضى والعفْوِ والسَّدَدِ

Email