«شعبية الكرتون».. قصة إبداع متفرّد مسكون بحكايات الناس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إلى خط النهاية وصل المسلسل الكرتوني «شعبية الكرتون»، مختتماً رحلة طويلة دامت 14 موسماً وتصل مع موسم رمضان هذا العام إلى عامها ال15، ظل خلالها على الدوام، رفيقاً للكبار والصغار في رمضان، حتى أصبح واحداً من علامات الشهر الكريم على شاشة سما دبي، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، حيث لا تكتمل المائدة الدرامية من دون حضور «شامبيه» و«سبتوه» و«بوسليمان» و«عصمان» ورفاقهم، الذين اعتادوا على طرق أبواب قضايا المجتمع، متوسدين لهجاتهم الإماراتية والخليجية والعربية، رافعين في الوقت نفسه شعارهم «وقت اللمة»، تعبيراً عن التأثير الذي أحدثه العمل بين متابعي الدراما الرمضانية.

«شعبية الكرتون» سيحضر في رمضان المقبل، ليلقي سلام الوداع على جمهوره، تاركاً في نفوسهم أثراً بالغاً، لا سيما بعد تمكنه من تحفيز صناع الرسوم المتحركة، ومساهمته في إطلاق العنان لمجموعة من الشباب، الذين بدأوا بالسلسلة مغمورين، وباتوا نجوماً يلمعون في سماء الوطن، ورغم الإعلان عن إقفال الشعبية لأبوابها، إلا أن العمل لم يتخلَ عن طريقته في طرح القضايا الاجتماعية، والتي سيواصل تقديمها في رمضان المقبل.

ها هو مسلسل «شعبية الكرتون» يمضي نحو محطته الأخيرة، تاركاً تأثيره على الساحة، فمنذ إطلالته قبل 14 موسماً، استطاع أن يحقق قفزة نوعية في هذا الصناعة، أصبح معها «أحد معالم الشهر الكريم بالنسبة للناس»، وفق تعبير صانعه الفنان حيدر محمد لـ«البيان»، والذي أشار إلى أن «ظهور شعبية الكرتون على الساحة قبل نحو 15 عاماً أحدث انقلاباً في مفهوم الرسوم المتحركة في العالم العربي، الذي دأب على النظر إليها أعمالاً موجهة للصغار فقط، وهي القاعدة التي غيرها هذا المسلسل تماماً، حيث أثبت أن هذه الأعمال يمكن أن تكون موجهة للعائلة كلها». في كل المواسم الرمضانية، تعود «شعبية الكرتون» على حجز مكانته في المراكز الثلاثة الأولى، وفق إحصاءات نسب المشاهدة والاستطلاعات الرمضانية، وفي هذا السياق، يقول حيدر: «لقد كان «شعبية الكرتون» عملاً ناجحاً بامتياز، استطاع فرض نفسه على الشاشة منذ الموسم الأول، وأن ينافس عشرات الأعمال الدرامية، التي يلعب بطولتها نجوم كبار، وحضوره في المراكز الثلاثة الأولى، أعتقد أنها تجربة تستحق الدراسة وتسليط الضوء عليها»، مشيراً إلى أن «المسلسل نجح في الدخول إلى بيوت الكثير من العائلات غير العربية، وأن يستحوذ على اهتمامهم بدرجة الاستحواذ نفسها على اهتمام المواطنين والعرب والخليج أيضاً»، قائلاً: «هذا النجاح، يدلل على مدى الولاء الذي يتمتع به المسلسل بين جمهوره». وصفة «نجاح شعبية الكرتون» ترتبط بـ«الشغف» الذي يحرك فريق عمل المسلسل، الذي يتجاوز عددهم 25 شاباً وشابة، وفق تعبير حيدر: «أعتقد أن ما يميز شعبية الكرتون هو الشغف والحب الذي يكنه فريق العمل للمسلسل، فهم جميعاً عملوا بشغف، وهذا ما أدى إلى التفاف الناس حول الشعبية لشعورهم بما تحمله من صدق.

Email