«عكوس سالمين».. شاهد على تحولات الوجوه والأمكنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الصور الكلاسيكية المعروضة باللونين الأبيض والأسود، تضفي هالة من الحنين على أعمال المصورين القدامى، ما يجعل كل صورة من هذا الأرشيف البصري تنطق بلسان التاريخ، وتحتل مكانة خاصة في وجدان المتلقي، إذ لا يمكن تأملها بمعزل عن خلفيتها الوثائقية ومهابة الزمن الذي التقطت فيه.

من هذا المدخل نستطيع تأمل معرض «عكوس سالمين»، الذي يقدم مجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، ضمن فعاليات الدورة الـ 18 من «أيام الشارقة التراثية» التي تتواصل في ساحة التراث بقلب الشارقة حتى 10 أبريل المقبل، حيث تجسد الصور ملامح من الأرشيف الشخصي للمصور الإماراتي سالمين السويدي، المولود في نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي.

حاول الفنان تخليد محطات من حياته، ناقلاً عبر عدسته وجوه أصدقائه وبيئات عمله، كونه من أوائل المصورين الإماراتيين، ويظهر التداخل بين الخاص والعام بكثافة في أعماله الفوتوغرافية التي أعدها للعرض المصور علي الشريف.

ركزت عدسة السويدي على رصد المشاهد الواقعية، وبالمراهنة على قوة اللحظة وعلى إبراز ملامح وجوه بعض أصدقائه في مناسبات مختلفة، تمكن من إيصال رسالته. والمعرض لا يخلو من حسّ التوثيق للتحولات المحلية، إذ نجحت بعض الصور في التقاطع مع مراحل صعود نهضة الإمارات، من خلال اللقطات التي ظهر فيها شيوخ الإمارات في أحداث أو زيارات لها دلالاتها المعبرة عن لحظات التحول، من بينها صورة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التقطت في أوائل السبعينيات.

تنتمي أعمال سالمين زمنياً إلى الستينيات وما بعدها، الأمر الذي أتاح له معايشة مرحلة ما قبل قيام الاتحاد وما بعدها. وبحكم عمله في التصوير التلفزيوني، تمكن من مواكبة بعض الأحداث العامة، وراكمت عدسته أرشيفاً يجعل صوره تندرج ضمن الطابع الوثائقي، مع ظهور لمسات من السيرة الذاتية المصورة، في مزاوجة تلقائية بين الذاتي والموضوعي، بحيث تميزت أعماله بقراءة ملامح الإنسان والمكان، في شهادة فوتوغرافية وتأملات لم تغب فيها العوالم الشخصية وما تقوله ملامح الوجوه في مراحل مختلفة.

Email