من أشعة الشمس وضباب الشتاء، تستمد معالم دبي المعمارية سحرها، حيث ينساب الجمال ندياً على أسطح وواجهات بناياتها، التي تميزت بأساليبها الفاتنة والأخاذة، حيث تبرز ما تتمتع به دبي من سحر جذاب، وتفاصيل حولتها إلى أيقونة معمارية وسياحية رائعة.

ذلك السحر كان جاذباً لعدسات مصوري العالم، على اختلاف ألسنتهم وجنسياتهم، والذين تسابقوا في ما بينهم، من أجل التقاط أروع الصور لـ«دانة الدنيا»، حيث وثّقوا بذاكرة عدساتهم، مشاهد مختلفة للمدينة، التي تعودت أن تغسل وجهها يومياً بمياه الخور.

في الشتاء، تعودت دبي أن ترتدي ثوباً من الضباب، حيث تعانق معالمها المعمارية بكل أناقة عنان السماء، لتتحول إلى لوحة شتوية ساحرة، وهي لقطة قد سعى إليها الكثير من محترفي وهواة التصوير، والذين نصبوا كاميراتهم في أماكن مختلفة، انتظاراً لهذه اللحظة، من أجل توثيقها.

مشهد الضباب في دبي، لم يكن الوحيد الذي سعى هواة التصوير إلى توثيقه، فهناك العديد من اللحظات الأخرى التي تميزت بها معالم دبي المعمارية، التي تزينت بألوان الطيف، فزادت من أناقتها، ولعل ذلك هو ما دعا المصور الإماراتي عبد الله البقيش، إلى إطلاق مسمى «مدن السعادة»، على مشروعه الفوتوغرافي الأخير، والذي ضم مجموعة واسعة من الصور التي يوثق فيها لمعالم دبي والإمارات.

في هذا السياق، قال المصور الإماراتي عبد الله البقيش لـ«البيان»: «أعتقد أن مدننا في الإمارات، تمتلك كافة المقومات التي جعلت منها مدناً للسعادة، وبالنسبة لي، فقد وجدت في معالمها كافة الملامح والجمال الذي يبحث عنه أي مصور متخصص في تصوير المعالم السياحية»، وبيّن أنه قبل البدء بتصوير أي مكان تعوّد أن يعاينه، واكتشاف أفضل الزوايا التي يمكن من خلالها الحصول على الصورة المناسبة.

وقال: «اختلاف الوقت يلعب دوراً مهماً في التقاط الصورة، وكذلك الزاوية التي يتم اختيارها لالتقاط الصورة»، موضحاً أن فصل الشتاء عادة ما يكون الأنسب بالنسبة له لالتقاط الصور.

وأضاف: «قبل الشروع بالتقاط الصور للمباني، والأماكن المفتوحة، يجب على المصور معرفة حالة الطقس، والاستعداد لها، وبالنسبة لي، أفضل عادة التقاط صوري في فصل الشتاء، بسبب الأجواء الباردة، والتي تنعكس أحياناً على طبيعة المباني والأماكن المفتوحة، التي تتميز بها الإمارات».

واعتبر البقيش أن معالم دبي، والإمارات بشكل عام، تمثل تربة خصبة لعشاق تصوير المباني والأماكن المفتوحة. وقال: «لدينا العديد من المعالم المهمة على مستوى العالم، والتي يقصدها زوار الإمارات، وذلك ما نتلمسه من خلال آلاف الصور التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعكس السحر والجمال الذي تتمتع به معالم الإمارات»، معتبراً في الوقت ذاته، أن «الصورة لغة عالمية مشتركة، وأنها وثيقة مهمة، كفيلة بأن تحفظ التاريخ، وأن تكون مرجعاً للأجيال المقبلة».

سحر معالم دبي المعمارية، لم يجذب البقيش فقط، فقد سبق أن وقع في «هواها» المصور الهندي ساجين ساسيدهاران، الذي قدم هو الآخر مشروعاً حمل عنوان (Uncluttered sobriety)، والذي قدم فيه سلسلة من الصور الأخاذة التي اقتصرت على اللونين الأبيض والأسود، حيث عكست رؤيته المبتكرة لتقديم صور رائعة، وثقت لعدد من معالم دبي المعمارية، وقدمتها بطريقة أخاذة.