«اتحاد الكتاب» بدبي يعاين واقع أدب «الخيال»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أقام اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع دبي، جلسة حوارية بعنوان «واقع أدب الخيال في عالمنا العربي»، تحدثت فيها الكاتبة نورة النومان مؤلفة سلسلة «أجوان»، وهي من الخيال العلمي والخاصة باليافعين، والروائي المصري أحمد مراد، مؤلف رواية «أرض الإله» و«الفيل الأزرق» وغيرها من الروايات التي تعتمد على قوة الخيال رغم التصنيف التاريخي لبعضها. وأدار الجلسة غيث الحوسني. (دبي - ريم الكمالي)


قالت المؤلفة نورة النومان، بأنها في بداية مشوارها وقبل كتابتها كتاباً لليافعين، وجدتْ شُحاً في المكتبة العربية للكتب من هذا النوع، أو حتى تصنيفها بأنها لليافعين كما هو اليوم، حيث لم تكن الكتب المصنفة سوى باللغة الإنجليزية، بينما اليوم قد تغير الوضع تماماً عن السابق بالمزيد من الاهتمام بأدب اليافعين، وبالتالي أبدى المؤلفون اهتماماً بهذا المجال، على الرغم أن أدب الخيال قديم وموجود، لكن الاهتمام به قل منذ ستينيات القرن الفائت.


صدق

ورداً على سؤال غيث الحوسني في أن بعض النصوص كُتبت من دون توجيه للصغار أو اليافعين أو الكبار، مثل نصوص «إدغار آلان بو»، فلماذا كتب اليافعين مرتبطة بالخيال العلمي؟ تحدثت النومان بأن ثقافة عن ثقافة تختلف، فأكثر من يقرأ لليافعين هم الكبار بوصفه أدباً صادقاً، كما أن ثقافة مجتمع عن مجتمع تختلف، فلهذا النوع من الأدب تقدير داخلي كبير، وعلينا الاهتمام به.

ومن جهة أخرى، أعطت النومان مثالاً لآداب كلاسيكية كيف أن معظمها خيال مثل مسرحية «هاملت» لـ «شكسبير»، فالبعض يعتبر هذا النوع فانتازيا يتناول الواقع، وقد غاب عن البعض بأنه نوع أدبي معالج، وكي لا نسيء الفهم لهذا النوع من الأدب نحتاج إلى أن نعي الفرق بين أفلام الخيال العلمي وأدب الخيال العلمي. إلا أنه من الناحية الإيجابية وحسب الإحصائيات الجديدة، العالم بشكل عام بدأ يتحسن قراءةً، ولا يتدهور كما نعتقد في الدول النامية أو الفقيرة، بل صار يعي أن النجومية ليست بصعود القمر إنما ببرنامج الصعود، وأن العلوم مهمة جداً للمستقبل.


ثقة

أما المؤلف أحمد مراد، فقد تطرق إلى أدب الخيال العلمي بأنه أولاً يجب أن يُكتب بجودة، فإذا نظرنا إلى رواية «فرانكشتاين» للإنجليزية «ماري شيلي»، التي ألفت مخلوقات خيالية وطرحت تساؤلات وجودية حول الموت والحياة، وقبل قرنين من يومنا هذا، نجد كم أن هذا الكتاب إنساني، وعلينا احترامه لأنه خيال علمي مليء بالمشاعر، وحقيقي جداً.

ورداً على سؤال غيث الحوسني، على اعتبار أدب الخيال العلمي في العالم هو أدب خاسر وعن إشكالية التلقي، أجاب بأن أزمة هذا النوع من الأدب هي العراقيل والتعالي والتكبر، فكلما كبرنا نشعر بالخجل أمام هذا النوع من الأدب، على الرغم أن الأدب كله خيال لو لم نصنف، وعلق أحمد مراد بأننا لو توقفنا عن هذا النوع من الأدب فلن ننتج أدباً أو علماً، فكل الحضارات القديمة قادمة من الخيال، ومن دونه لن نستطيع القيام بأي شيء.

وأخيراً تحدث عن روايته «الفيل الأزرق» في جزئها الثاني كفيلم لم يكتب كرواية، بأنهُ ثقة بقدرة السينما على خوض التجربة كجزء ثان، خاصة أن الجزء الأول المكتوب كان قد عرّفَ القراء بالشخصيات والأحداث، وأنه بإمكانه تكملة الحدث عبر الشاشة للمشاهدة، كتجربة جديدة سعدت بها.

Email