«مكتبة الذيد» تسافر بمرتاديها إلى الفضاء الخارجي افتراضياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذت مكتبة الذيد، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، أول من أمس، مرتاديها إلى الفضاء الخارجي، عبر عرض افتراضي، أقامته بالتعاون مع القبة الفلكية التابعة لأكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، عرّفت خلاله الحضور إلى الكثير من المعارف المتعلقة بمسبار الأمل، الذي أطلقته الدولة في يوليو الماضي، ووصل إلى مداره حول المريخ الشهر الجاري، إلى جانب مدارات الكواكب، وحدود المجرة، وغيرها من المعارف.

وقدّم كلٌ من المرشدين العلميين فاطمة الخاطري، وعمرو الأنصاري، في الجلسة التي أقيمت «عن بُعد»، عبر منصة التواصل المرئي (زووم)، تحت عنوان «رحلة إلى أعماق الكون»، شروحات خاصة للعديد من المعلومات المتعلقة بعلم الفضاء، حيث أوضحت الخاطري، أن كوكب المريخ (الكوكب الأحمر)، يمتلك خصوصية كبيرة، وأن رحلة مسبار الأمل، هي الطموح الذي غرسه المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وعرّفت المرشدة فاطمة الخاطري، بالقبة الفلكية، التي تعتبر الأكبر على مستوى المنطقة، حيث توفّر لزوارها إمكانية مشاهدة نحو 10 ملايين نجم لامع، والعديد من الكواكب السيّارة في المدارات، كما تحدّثت عن رحلة مسبار الأمل قائلة: «اختيار المسبار ليرسل في هذه الفترة، يعكس رؤية القيادة واهتمامها بدخول الدولة لعامها الخمسين، بعد تأسيس الاتحاد، كما أن هناك أسباباً علمية لاختيار أشهر معينة تعتبر نافذة الإطلاق، حيث إن شهر يوليو، يضع المريخ في أقرب نقطة للأرض، وهي ظاهرة تتكرر كلّ 26 شهراً، لهذا، عندما يكون المريخ في منطقة قريبة للأرض، تتسابق الدول لإرسال المركبات إلى الكوكب الأحمر».

وتابعت: «قطع المسبار حتى وصل المريخ، ما يقارب 40 مليون كيلو متر، وقد واجهنا دقائق الخوف الـ 27، التي تسمى الدقائق العمياء، وهي الفترة التي تنقطع الاتصالات بالمسبار، ولا يتمكن من إرسال أي إشارات، وعندما تصل من جديد، نتأكد أن المسبار دخل مداره بسلام».

وأضافت: «ليس أمراً سهلاً أن يدخل المسبار إلى مداره، فهو يبدأ بالعمل بشكل فردي، عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، تدعّمه 6 صواريخ تعمل على إدخاله إلى مداره، ولو انفجر صاروخ أو اثنان، لا يوجد مشكلة، لكن إن كانوا 3 صواريخ، هنا يمكن أن ينطلق إلى الفضاء، ويصبح حطاماً».

وتابعت: «سرعة المسبار تجاوزت 100 ألف كيلو متر بالساعة، ومهمة الصواريخ، هي التخفيف من سرعته ليدخل مداره، وقد حققنا من خلال هذا الوصول، منجزاً استثنائياً على صعيد اكتشاف الفضاء، واليوم، المجتمع العلمي حول العالم، يستفيد من كلّ ما يرسله، سواء على صعيد الجامعات أو المعاهد وغيرها، وهذا إنجاز يضع الدولة في مصاف كبرى الدول في هذا المجال».

وعن نوعية المركبات، قالت الخاطري: «مهمة مسبار الأمل، الدوران حول المريخ فقط، وليس الهبوط على سطحه، وهو ذاهب بمهمة تستمر نحو سنة مريخية، أي ما يقدر بـ687 يوماً أرضياً، حيث سيعمل على اكتشاف الكثير من الخيارات العلمية، مثل وجود مياه على سطح الكوكب، أو نوعية الهواء، وتغيرات الطبقات الجوية السفلى، ولكن أهم سبب، هو دراسة أسباب فقدان غازيْ الهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الجوي للمريّخ».

من جانبه، قال عمرو الأنصاري: «يسهم المسبار في دراسات عديدة، فهو يجلب البيانات، ليتم استخراجها وتحليلها، في عملية يمكن أن تمتد لعشرات السنوات، والمريخ اليوم يشغل الاهتمام عالمياً، حيث وضعت الإمارات خطة لبناء مدينة على سطح المريّخ بعد 100 عام».

وتابع: «الحياة على سطح المريخ مختلفة، لهذا، نحن نرتدي حلّة خاصة، ويتبادر للأذهان سؤال، لماذا كوكب المريخ بالتحديد؟، حقيقة، هناك الكثير من الأسباب العلمية التي تجعلنا نذهب إليه، ويمكن اختصارها في ثلاثة أسباب، هي البحث عن الحياة، ودراسة المريخ وتطوره عبر الزمن، إلى جانب الاستعداد لنقل البشر للفضاء».

وأضاف: «المريخ كان يحتوي على بحار ومحيطات، ويوجد فيه وادٍ يمتد لآلاف الكيلومترات، وكان يحتوي على الماء في أزمان بعيدة، ما أوجد مؤشراً خطيراً حول كيفية جفاف هذه المصادر المائية، الأمر الذي يضعنا في سؤال أن الكوكب الذي نعيش عليه اليوم، يحتوي على ماء، فكيف لو حدث له مشكلة، كما للمريخ، ما العمل؟ ومن أجل ذلك ندرس الظروف التي تجعل من المريخ كوكباً جافاً، ربما سنجيب عن هذه التساؤلات ونحافظ على كوكبنا».

وتطرق الأنصاري للحديث عن أهمية إرسال البشر إلى سطح المريخ، حيث قال: «الإنسان أكثر ذكاءً من الآلات، ويملك براعة في العمل، ويستطيع حلّ العديد من المشاكل التي يواجهها، كما أنه قادر على التكيّف مع مختلف الظروف التي يمرّ بها، ويمتلك مهارة وقابلية كبيرة للحركة، وهناك مركبة قطعت 15 كيلومتراً في غضون 11 عاماً، بينما صرّحت وكالة ناسا، أنه لو أرسلنا إنساناً إلى هناك، سينجز كلّ هذه الأعمال خلال أسبوع، لهذا، فإن إرسال مهمة فيها إنسان إلى سطح المريخ، أفضل من إرسال 100 مهمة بدونه».

وتابع الأنصاري: «هناك تحديات للعيش على سطح المريخ، أبرزها عدم وجود الماء السائل، وقلة الأكسجين، وانخفاض درجات الحرارة، بالرغم من وجود فصول أربعة للكوكب، حيث تصل إلى معدل 60 تحت الصفر، والإشعاع، كون الكوكب لا يحتوي على غلاف مغناطيسي».

وفي ختام الجلسة، أخذ الأنصاري الزوّار نحو رحلة كونية مشابهة تماماً للتي تعرضها القبة بشكل واقعي، حيث تعرّف الجمهور خلالها إلى العديد من الخيارات، منها المسافات الشاسعة، والتعرف إلى مدارات الكواكب في المجموعة الشمسية، وحزام الكويكبات، وهو يضم الملايين من القطع الصخرية، كما تناول العرض، أبعاد مجرة درب التبانة، التي تحتوي على 200 مليار نجم، ومركزها، والكثير من المعلومات المهمة.

Email