سكن القلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مهداة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله

يَحْدو لِسانُ الشّعْرِ فَضْلَكَ في الدُّنا

يَقْفو خُطاكَ تعلُّقاً وهُياما

قدْ هامَ فيكَ محبّةً لا تنتهي

فاضَتْ منَ الوجْدِ الشّفيفِ غَراما

رجُلُ السّجايا الغُرِّ أبْهَرْتَ الوَرى

خُلُقاً تَجلّى في الفضاءِ وَحاما

فيكَ التّواضُعُ رَمْزُ كُلِّ سَجيّةٍ

حَسْناءَ تُهدي للحياةِ سلاما

بيضاءَ تخفِقُ في السّما راياتُها

تَهَبُ السعادةَ غايةً ومَراما

كفّاكَ تنثُرُ في المدى أفضالَها

قد أينَعَ الخيرُ العميمُ وداما

لا نشتكي نَقْصاً ففَضْلُكَ وارفٌ

وَسِعَ الجميعَ فلا تُصيخُ مَلاما

والأمْنُ أثْمَرَ في ذُراكَ سَنابلاً

خضراءَ تزهو في الرُّبى أكْماما

مِنْ كلِّ أشْكالِ الطيورِ تحومُ في

فَلَكِ البلادِ وتَعْزِفُ الأنْغاما

وتَصوغُ من دُرَرِ البيانِ قِلادةً

تَسْبي العقولَ وتأسِرُ الأفْهاما

سَكَنَ القلوبَ فلمْ يبارِحْ ربْعَها

قدْ طابتْ السُّكنى بها فأقاما

يَرْوونَ عنهُ مواقفاً تَغْدو بِهِ

كالبدْرِ يُجْلي منْ ضِياهُ ظَلاما

أعَطَيْتَ كمْ أعطَيْتَ لم تَمْنُنْ بِهِ

دَفَقَاتُ عَذْبٍ تَغْمُرُ الآكاما

يا ظُلَّةً في وقتِ حَرٍّ حارقٍ

كمْ ذا تغيِّرُ من لَظاهُ غَماما

نَغْدو بِهِ في ذي الحياةِ بِرَاحَةٍ

مُثلَى تَرُفُّ على المدى أعْلاما

مِنَّا إليْكَ الحُبُّ زاهٍ عَهْدُهُ

باقٍ على مَرِّ العصورِ تَسامى

نحن الأُلى سَكَنوا بقلبِكَ مَوْئلاً

يا حَيَّ قلبَاً في الوِدادِ تَنامى

حَقَّقْتَ آمالَ الرعيَّةِ مخْلِصاً

أصْبَحْتَ فيهمْ قائداً مِقْداما

لا يرتضونَ سِواكَ أنتَ ولِيُّهمْ

أعْظِمْ بشأنِكَ في الخطوبِ حُساما

سَمْحٌ لَطيفٌ طيِّبٌ من عَطْفِهِ

قد خَفَّفَ الأحْزانَ والآلاما

أسْقى لذيذَ الشَّهْدِ من شَلّالِهِ

من سائغٍ أطفى اللَّظى وأُواما

الشّعْبُ في جنَبيْكَ تَحمِلُ همَّهُ

لم تَرْضَ إلّا أنْ يكونَ الهاما

تَرْعى العدالةَ روضَةً فيْنانَةً

تَحذي الأنوفَ المسْكَ والأنْساما

يا خَيّراً من خَيّرٍ من خَيّرٍ

نَسَباً غدا للخيِّرين وِساما

إنّا نُحِبُّكَ يا خليفةُ ما تَرَى

حُبّاً تلَظّى في الفؤادِ ضِراما

أنت ابنُ زايدَ يا كريمَ خصالِهِ

وُرِّثْتَ وجْهَاً صافياً بسَّاما

ويَداً بها الركْبانُ سارتْ في المَلا

يا حَيَّها في ذا العطاءِ دَواما

الشّعبُ يَشْدو باسْمِكُمْ حُبّاً لكُمْ

أضْحَوا على خَدِّ المحبَّةِ شَاما

متكاتفينَ إلى مدىً لا يَنتهي

أسَروا قلوبَ الناسِ والأفْهاما

بَلَغوا بطاعتِهمْ عَناناً فائقاً

قد جَسَّدوا الأمثالَ جِدَّ عِظاما

وتلاحموا صَفّاً قَويّاً راسِخاً

بَهَروا العقولَ صلابةً وصِماما

أُهدي إليكَ من الشّغافِ خَريدةً

فيها الورودُ تفتّحَتْ أكْماما

شِعْراً يُعَبّرُ عن محبّةِ قائدٍ

من شاعرٍ يُزْجي إليْكَ سَلاما

 

 

Email