في الحلقة الـ 37 من البرنامج الوثائقي الدرامي «قصتي»

«أعظم حصان 1» شغف محمد بن راشد بالخيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

وأنت تقرأ «أعظم حصان 1»، الحاملة لرقم 46 في كتاب «قصتي.. 50 قصة في خمسين عاماً»، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، حتى تدرك سر الخيل، وحقيقة أن «الخير معقود في نواصيها»، وتكتشف ما تمتلكه من وفاء وذكاء.

وتتلمس من بين سطورها مدى عشق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لها، وهو «فارس العرب»، الذي عرف الخيل ورافقها منذ نعومة أظفاره، فأضحى خبيراً بها، وبأصلها وأنسابها وتاريخها، وسماتها أيضاً.

وأنت تتنقل بين سطور الحكاية، التي مثلت العمود الفقري للحلقة رقم 37 من برنامج «قصتي» الوثائقي، المستلهم من كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تولى إنتاجه المكتب التنفيذي لسموه، تدرك تماماً، وصف الكاتب علي أبو الريش، في كتابه الأخير «تجليات محمد بن راشد آل مكتوم في حب الخيل وفلسفة القصيد»، بأن «الخيل في سجية محمد بن راشد آل مكتوم، أبجدية اللغة»، حيث يتجلى عشقه للخيل، في عشرات القصائد التي رسمها بأناقة مداده.

سر الفروسية

يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أبواب حلقة «أعظم حصان 1»، الوثائقية، التي عُرضت على شاشات تلفزيون دبي، ومنصاته المتعددة، بسؤال مفاجئ، قد تعرّض له يوماً خلال مأدبة عشاء، أقيمت بعد أحد سباقات الخيل في بريطانيا، حيث يقول سموه: «سألني أحد الأصدقاء الغربيين مرة في بريطانيا، ماذا يعني لك امتلاك خيل عظيمة؟

فاجأني السؤال، ليس لأني لا أعرف إجابته، ولكن لأن الإجابة لا يمكن اختصارها في كلمات سريعة». وفي الحكاية، يتوغل سموه في وصف علامات الخيل، وسماتها الدالة على عظمتها.

وعلاقة العرب بها، فيقول: «الخيل عند العربي، لها علاقة بالشرف والمكانة والمنزلة»، ويؤكد أن «علاقة العرب بالخيل، يصل عمرها إلى تسعة آلاف عام، حين تم استئناس أول خيل في تاريخ البشرية في شبه الجزيرة العربية، رأوا فيها ذكاءً ووفاءً وصبراً، وأخذت اسمها منهم الحصان العربي، الذي يعرف بولائه وسرعته وذكائه».

في متن «أعظم حصان 1»، يخبرنا سموه عن الحصان الذي أحبه كثيراً، فيقول: «كان عندي حصان أحببته كثيراً، أعظم حصان امتلكته في حياتي، كان اسمه «يزار»، منذ أن وقعت عيني عليه مهراً صغيراً، عرفت أن فيه حصاناً عظيماً، والخيل العظيمة لها علامات». ويطوف بنا في عوالم الخيل، عبر تحديد العلامات التي تكشف عن عظمة الخيل، فيقول:

«العينان فقط تخبرانك الكثير، انظر إلى ما تنظر إليه الخيول!»، ويؤكد أن نظرات الحصان «تخبرك ما إذا كان قائداً أو تابعاً»، ويشبه «العيون الواسعة عند الخيل»، كما «الوجه البشوش الصريح عند البشر»، ويقول: «تعبّر بوضوح عن الصدق والإخلاص. ولا يقتصر الأمر على حجم العيون، بل أيضاً بريقها ولمعانها وعمقها، وكأنها محيطات لا تنتهي».

وجه الخيل

يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن لكل حصان سماته، وذلك ينبع من خبرته الواسعة بهذا المجال، حيث يقول: «وجه الحصان يخبرك بالكثير أيضاً عنه، والأذنان المتباعدتان، دليل على عظمة هذا الحصان، لأن بنية الجمجمة، تعتمد على موضع الأذنين، وما يفصل بين الأذنين، هو جبهة غنية واسعة.

وهذه السمة تخبرك بحجم الدماغ، أما فتحتا الأنف، فهما علامة على الحصان الرياضي. الفتحتان الواسعتان، تعني أنه يحصل على الكثير من الأكسجين، والفم الواسع، من علامات قوة الحصان وسرعته، وأن المكان الذي توجد فيه القصبة الهوائية كبير». الخيل كما البشر، ملامحها تحدد شخصيتها، معلومة ندركها من سياق الحكاية، حيث يقول سموه:

«لعل أهم سمة تساعد في الحكم على الخيول، هي مشيتها، تملك الخيول نسباً محددة وخاصة، ترسم ملامح مشيتها». في «أعظم حصان 1»، لا يتوقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عند حدود علامات الخيل، وإنما يخصص بعضاً من سطور الحكاية، لحصانه «دبي ملينيوم»، الذي يصفه بقوله: «نعم، هو الحصان الأعظم الذي امتلكته: «دبي ميلينيوم»»، ويضيف سموه: «كان هناك حصان واحد، واحد فقط، امتلكته في حياتي.

وكان مثالياً بكل خصائصه ومقاييسه، كان يملك أذنين جميلتين متباعدتين، بأطراف دقيقة كنهاية أقلام الريشة، أما جبهته، فكانت واسعة مستدقّة على عظم رقيق، وبدت العضلات فوق حاجبيه أيضاً على شكل هرم، تغطيان عينين جميلتين، تغطيان باللون الأزرق. وأما الأنف، فكان مميزاً بفتحتين كبيرتين، لتمرير أكبر كمية من الهواء»، ويضيف:

«كانت رقبته الطويلة، تسمو بشموخ وعنفوان، وكان يتمتع بجلد ناعم ولامع، تظهر من تحته مئات الأوردة، وبالذات وريد القلب، الذي بدا واضحاً، كبيراً وواسعاً، وكأنه انعكاس للحياة والطاقة التي تنبض في عروقه، ليخبرنا عن قلبه الكبير»، ويتابع: «أما منطقة الصدر، فكانت واسعة، وأجمل ما في ذيله، أنه لم يكن مرتفعاً، ولا منخفضاً، بل كان في موقع مثالي. كان يتمتع بعينين واسعتين، تفيضان بالعظمة والشموخ، من دون أن يتسلل إليهما أي لمحة من الخوف. كان ضخماً ومغواراً، كالكرة الملتهبة، تفيض بالحيوية والطاقة بشكل دائم».

علاقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مع حصانه، كانت عميقة، ذلك ما تكشفه نهاية القصة، التي يقول فيها: «كنت أزوره في إسطبلاتي في منطقة القوز بدبي، كان يضع رأسه تحت ذراعي، وأعطيه الجزر الذي أخبئه معي، كان يستمتع كثيراً إذا مسحت على رقبته، كنت اكتفي بالجلوس هناك، والنظر إليه بإعجاب وحب لساعات».
 

Email