«العويس الثقافية» تبحر في سيرة وتجربة حسن شريف افتراضياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

عبر أكثر من 90 دقيقة غنية بالحوار والنقد الفني استعادت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ذكرى الفنان الراحل حسن شريف (1951ـ 2016) من خلال حلقة نقاشية افتراضية نظمتها المؤسسة، مساء أول من أمس، من خلال منصة «زووم» وبُثت وقائعها مباشرة عبر صفحة المؤسسة على «فيسبوك»، وتناولت كتاب «حسن شريف.. محطات وتجارب وشهادات» الذي وثق مسيرة وتجربة رائد الفن المفاهيمي في الإمارات الفنان الراحل حسن شريف والصادر حديثاً عن المؤسسة ضمن سلسلة «أعلام من الإمارات» للكاتبة الصحفية رشا المالح.

شارك في الندوة كل من الفنانين محمد فهمي وخليل عبد الواحد، والكاتبة رشا المالح مؤلفة الكتاب، وأدارها محمود الرمحي، وقُدمت خلالها شهادات لكل من د. نجاة مكي، ود. أمل الجمل، والفنان إحسان الخطيب، والشاعر حسين درويش، وتابعها جمهور نوعي من محبي الفن، حيث تناولت الحلقة جوانب مختلفة من حياة حسن شريف، وألقت مزيداً من الضوء على عالمه الفني الخاص.

خصوصية

بداية استعرضت الكاتبة رشا المالح ظروف الكتاب وآلية العمل الممنهج، حيث قادت القارئ عبر سبعة فصول في رحلة تعرّف خلالها إلى خصوصية الفن المفاهيمي ومدارسه وتياراته، مع استعراض لتجربته وتطوّرها حتى الوصول إلى خصوصية أسلوبه الذي جعله يطلق على نفسه لقب «فنان العمل الواحد»، ومن ثم انتقاله إلى العالمية.

ثم أغنى الفنان خليل عبد الواحد الحلقة النقاشية بنقاط مهمة عن حسن شريف من خلال المرسم الحر الذي تدرّب فيه خليل على نمط فني مميز من خلال التوجيهات والآراء التي لم يبخل بها حسن شريف على تلامذته، وكان لتلك التوجيهات أثرها في إغناء تجربته الشخصية وتفتح مداركه الفنية.

وتداخل الفنان محمد فهمي، مشيراً إلى طريقة الفنان الراحل حسن شريف في فهم وإنتاج الفن وإلى خوضه حوارات مطولة معه عن الفن الكلاسيكي والفن المعاصر بمفهوم إعادة البناء بعد المرور بالشكل التقليدي، وقد أثمرت تلك الحوارات عن مزيد من العمل الذي ترك انطباعات مختلفة لدى محبي الفن.

وبدورها تحدثت الدكتورة نجاة مكي عن دور حسن شريف في نهضة الفن الإماراتي وتأثيره في جيل من الفنانين الشباب، وكذلك أشارت الناقدة أمل الجمل إلى دور الفن في إغناء الحياة ومنحها قيمة إيجابية، كما أشار الفنان إحسان الخطيب إلى قيمة حسن شريف الفنية منذ تعرفه إليه قبل سنوات طويلة تركت فيه الأثر الكبير، واختتم الشاعر حسين درويش الشهادات الشخصية، حيث أشار إلى معرفته بالفنان الراحل مع مجموعة من مبدعي الإمارات في تسعينيات القرن الماضي، حيث وصف حسن شريف بالبوهيمية المجاورة للوجودية، والتي أنتجت نموذجاً بقي أثره في الساحة المحلية.

ويعد كتاب «حسن شريف... محطات وتجارب وشهادات» الذي جاء في 200 صفحة من القطع المتوسط، إضافة مهمة للمكتبة الفنية العربية لاحتوائه على سيرة الفنان الراحل، بالإضافة إلى ملحق صور عامة للفنان مع بعض أصدقائه أو بعض اللوحات التي وثقت مرسم حسن شريف أو لقطات بعدسة زملائه الفنانين.

وكانت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية قد نظمت العديد من الندوات الافتراضية والأمسيات الشعرية والمعارض الفنية عبر تطبيق «زووم» في ظل جائحة «كورونا»، والتي لاقت نجاحاً لافتاً، وحققت تواصلاً فاعلاً بين المثقفين والجمهور، وجسّرت المسافة بين مختلف البقاع الجغرافية العربية.

 
Email