مسؤولون وأدباء يرثون «ابن البادية»: أشعاره ثرية وإنتاجه غزير

علي العميمي يرحل بعد مسيرة حافلة بالإبداع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

غيب الموت أمس، الشاعر الإماراتي علي سلطان بن بخيت العميمي، أحد شعراء القبائل البارزين في الإمارات، وهو والد الشاعر والباحث سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. وقد رثاه مسؤولون وأدباء عديدون، في تدويناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن قصيدته اتسمت بكونها ثرية بجماليات وقيم المكان.

ولد الشاعر الراحل في عام 1935، ويتميز بأنه صاحب مسيرة حافلة بالكثير من العطاءات والإبداعات الأدبية والتي تمتد لنصف قرن. إذ كتب الشعر منذ الخمسينيات، وله ديوان «ابن بخيت»، واشتهر بالمساجلات الشعرية، وشارك في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وعرف بقصائده الوطنية والاجتماعية. كما يُعد الشاعر من الشخصيات التي لها دور بارز في حل القضايا المجتمعية، وهو صاحب بصمة بين شعراء المنطقة. وكان قد أصدر الشاعر والكاتب سلطان العميمي، الأعمال والمساجلات الشعرية الكاملة لوالده الشاعر الراحل علي بن سلطان العميمي.

وقد أسهمت حياة البادية التي عاشها الشاعر علي بن سلطان العميمي، وتنقله بين شتى مناطق الإمارات في تأثير حياة البادية في قصائده التي تحضر فيها عناصر البادية بشكل واضح، إضافة إلى المفردات المشتقة من هذه البيئة، حيث أطلق على ديوانه الأول اسم «ابن البادية»، حتى الأوزان الشعرية التي التزم بها في كتابته تنتمي لهذه البيئة مثل: الونة، والتغرودة، والعازي. وتميزت قصائد العميمي، رحمه الله، بالعفوية والتلقائية، كما أن الكثير من المواقف التي كان يمر بها قد عَبر عنها بقصائد شعرية. تساجل الشاعر علي العميمي مع عدد من الشعراء القدامى في بداية حياته، من أمثال عيسى بن سالم، ومبارك الناخي.

وقالت الدكتورة شيخة العري، عضو سابق في المجلس الوطني الاتحادي، في تصريح لـ«البيان» أمس: «ودع دنيانا اليوم علي بن سلطان بن بخيت العميمي، حيث عرف أشجار ونباتات الصحراء وذكرها في أشعاره. كان هادئاً حين يتكلم، ذا صوت منخفض، قليل الكلام، حكيم الرأي. نعم، رحل ابن البادية بعد أن قضى عمره معبراً بالحرف والكلمة عن رؤيته لما يحيط به ومصوراً مشاعره في أبيات تتحدث عن تلك الأشجار إما شاكياً لها أو متحدثاً إليها كشجرة «الياس» حينما قال: ما طاب نوم العين بنعاس، وأفكار قلبي باتت تدور، راعي التجارب شخص حساس، على الفكر تجري له شعور، تفكري يا شجرة الياس، مر الزمان وطافت عصور، وتبدلت ناس على ناس».

وأكدت أن البيئة كأنها توحي له بما يدور في خلده، كما أن مسيرة هذا الرائد، رحمه الله، حافلة بالكثير من العطاءات والإبداعات الأدبية. وقد نعى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والكتاب ورواد منصات التواصل الاجتماعي باختلافها، الشاعر علي العميمي، مؤكدين في مختلف تدويناتهم على مواقع التواصل بأنه، رحمه الله، كان يعد من الشعراء غزيري الإنتاج، كما تحضر بيئة البادية بمختلف صورها وعناصرها في قصائد علي العميمي بشكل جلي، بما في ذلك المفردات والأوزان الشعرية الأكثر رواجاً في تلك البيئة.

Email