وجوه دراما رمضان 2022

مرعي الحليان يشعل "الفنر" ليضيء على قضايا عدة!

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اختار صناع عمل المسلسل الإماراتي "الفنر" (جمال سالم، تيم الطويل) أن تكون طبيعة الإمارات جزءاً من بطولة المشهدية في الحلقات. 

الجبال والهضاب والنخل والمزارع والحدائق حاضرة، لا عن طريق الصدفة، فهدوؤها والسكينة المنبعثة منها، تقف على النقيض من غليان مشاعر أبطال الحلقات واتقاد انفعالاتهم وعلى رأسهم المسرحي مرعي الحليان. 

يتمتع الحليان بحضور عفوي محبب جعله من الوجوه البارزة، إن لم يكن الأبرز، في ألفة العلاقة مع جمهور الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية، بين المسرح والتلفزيون وبضع تجارب سينمائية. 

يستطيع أن يستخدم خزين احترافه المسرحي، من تبدلات نبرة الصوت (بين رجل مسن يلقي شعر رثاء نفسياً على مقعد في حديقة أو أب عاد المزاج يستفزه طفله الصغير)، أو صفحة وجهه التي بوسعها، مثل ناصية سفينة، أن تشهد تبدلات متنوعة، مثل مزاج بحارة "الفنر"، أو ايماءات الجسد التي تجعل كتلته تسيطر على حيز الكادر الخاص به، فتضيف هالته إلى كتلته وتضخمها.

التحدي الدقيق الذي يواجهه أي ممثل يفد من خشبة المسرح على الشاشة هو أن يحاصر دفق الارتجال في شخصيته، ويقنن من انفعالاته غير اللازمة، بمساعدة مخرج العمل، وهو ما يتمكن الحليان من تحقيقه، غالب الأحيان، الا في الحالات التي يتراخى فيها عصب النص أو عصب أداء الممثل الذي يواجهه، فيشتد صلب الممثل المسرحي لكي يعوض ذلك. هو تحد لا يواجه حكرا  للحليان وإنما كل ممثلي المسرح في أدائهم التلفزيوني.

لكن لحظات التوهج الأبرز تأتي في لقاء شخصيتين، مثل "لوريل وهاردي"، يحب الجمهور مشاهدتهما معا في كل مرة يلقتيان: مرعي الحليان وبلال عبد الله، كما في المشهد الختامي من حلقة "رياضيات"، حيث أدى عبد الله شخصية أب بسيط قروي يحفز ولده على التعلم ويبحث في الفلاء عن شخص يعاونه في فك معادلة كسور رياضية استغلقت على فهم الطفل. 

أما الحليان فيلعب في هذا "السكتش" (تأتي الحلقات أقرب الى كونها بالفعل اسكتشات مسرحية من قصص كتبت للتلفزيون) شخصية موظف في منصب عال، خريج جامعات غربية، متبسط في لباسه، يرثي شبابه، بأبيات شعر طويلة. يفك المسن عقدة المعادلة، في سياق حوار ذكي يحمل  مضامين ورسائل اجتماعية، ولا يخلو من طاقة أداء ممتعة بين قاماتين من قامات الكوميديا الإماراتية.

كان بالامكان "شد براغي" بعض عملية "الكاستنغ" وخاصة اختيار الأطفال، الذين يبتسمون غالب الوقت أمام الكاميرا، فيضعفون من أجواء مشاهد ضمت ممثلين محترفين، كذلك عانت بعض المشاهد من تطويل مبالغ به واستخدام غير مبرر للقطات "سلو موشن". 

لكن بعيداً عن ذلك، ينير "الفنر" فتيله لكي ينشر ضوءا على معان ورسائل تشغل بال صناع العمل وبالتأكيد في طليعتهم.. الحليان!

Email