سويسرا تحيي الذكرى الـ44 لرحيل شابلن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال الفنان العالمي الأسطورة الراحل شارلي شابلن، يثير الكثير من الجدل، لا سيما لجهة التعامل معه في دول عديدة، خاصة في وطنه: المملكة المتحدة. وقد أثار الانتباه أمس أن سويسرا وليس بريطانيا هي من أحيت الذكرى 44 لرحيله.

وقد احتفلت سويسرا، حيث دفن الفنان الراحل، وحيث يقع متحفه، بذكرى مرور 44 عاماً على وفاته، بينما لا صدى للذكرى في موطنه بريطانيا.

44

وفي الواقع، شكلت حياة وغياب النجم الكوميدي خالد الذكر، شارلي شابلن، قضايا خلاف ونقاش لم تتوقف حتى بعد مرور 44 عاماً على وفاته، فالذكرى أحيتها سويسرا أمس في منزله الذي حولته السلطات متحفاً قبل 5 سنوات على ضفاف بحيرة فيينا، حيث أوصى بدفنه، والأرجح أنّ الغضب الإنجليزي متواصل عليه منذ نجومية شابلن وحياته في لوس أنجليس، واتهامه بالانتماء إلى الشيوعية ثم منعه من دخول أمريكا لهذا السبب عام 1962، من دون أن تحرك إنجلترا ساكناً إلى جانبه، حتى إنّها لم تهتم بمحاولته العودة إلى بريطانيا وغضّت الطرف عن الموضوع بالكامل، وهو ما ملأه بغضب عارم جعله ينتقل إلى سويسرا، حيث ابتاع بيتاً بعيداً عن أمريكا وبريطانيا.

أمريكا وبعد 20 عاماً من المنع، صالحته عن طريق لجنة الأوسكار التي وجهت إليه الدعوة لتكريمه على كامل مشواره النجومي في استوديوهاتها، في دورة العام 1982، ومن المصادفات أنّه كان يبلغ في تلك السنة 82 عاماً، لبى الدعوة وحظي بدقائق عديدة من التصفيق الحار من كبار النجوم والشخصيات، حيث لم يشأ أن يُثير قضية منعه من دخول أمريكا، واكتفى بمخاطبة الحضور بالقول: «أنا أشكركم على شرف دعوتي إلى هنا، أنتم جميعاً أناس رائعون وطيبون».

اهتمام

شابلن الذي لا يزال إلى اليوم محط اهتمام الجمهور كما المؤرخين الفنيين، أطلقت عالمة الفلك الروسية لودميلا جورجيانا كاراشكينا اسمه على أحد الكواكب الصغيرة التي اكتشفتها.

في أكتوبر 1977، بدأت صحة «شابلن» بالتدهور وأصبح بحاجة إلى عناية مستمرة. وفي صبيحة يوم 25 ديسمبر 1977، توفي «شابلن» في منزله بعد تعرضه لسكتة دماغية خلال نومه، عن عمر يناهز 88 عاماً. وفي 27 ديسمبر كانت مراسم الجنازة الأنجليكانية صغيرة وخاصة وفقاً لرغبته، وقد دفن في مقبرة «كورسير-سور-فيفي».

وفي وقت لاحق (1 مارس 1978) قام اثنان من المهاجرين العاطلين هما «رومان وارداس» من بولندا، و«جانتشو غانيف» من بلغاريا بنبش قبر «شابلن» وسرقة تابوته، وذلك لابتزاز زوجته «أونا» في طلب فدية. وتم القبض عليهما في مايو في عملية كبيرة من قبل الشرطة، وتم العثور على تابوت «شابلن» مدفوناً في حقل في قرية قريبة من نوفيل. وأعيد دفن التابوت في مقبرة «كورسير» محاطاً بخرسانة مسلحة.

1889

يذكر أن شابلن ولد في 16 أبريل 1889، وكان بوفاته قد أصبح أيقونة في جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة «المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع»، كما أنه يعتبر إلى اليوم من الشخصيات الأبرز في تاريخ صناعة السينما. وقد امتدت حياته المهنية لأكثر من 75 سنة، من بداية طفولته في العصر الفيكتوري وحتى قبل وفاته بسنة.

Email