في ليلة سطعت فيها أضواء مدينة الثقافة في تونس، أُسدل السّتار على «أيام قرطاج السينمائية» وودّع أحباء السينما الدورة التي أعادت الحياة لمدينة تونس، بعد أن استبدت بها عاصفة كورونا وكادت تنسيها ألق السينما، بل ألق الحياة، لأن السينما هي الحياة.

تزّينت مدينة الثقافة لحفل الاختتام كما تتزين المدن الباذخة، واستقبلت بكل حب صناع السينما وأحباب الثقافة والفن والفكر.

مدير المهرجان رضا الباهي عبّر عن رضاه لنجاح هذه الدورة التي أعادت الحياة الثقافية للعاصمة، مشيراً إلى أن المهرجان «قام بوظائفه الأساسية والمتمثلة في اختيار وجلب أهم الأفلام العربية والأفريقية والتونسية والعالمية المتاحة». كما أشاد الباهي بالنقاشات التي خلقتها هذه الأفلام في الورشات والحلقات التي كانت تنظم بعد نهاية عرض كل فيلم.

 «البيان» حضرت الحفل والتقت المتوّجين بـ«التانيت». و«تانيت» هي إله أُنثى اشتهرت بعبادتها لدى القرطاجيين، وتعتبر حامية مدينة قرطاج، اختارها مؤسسو «أيام قرطاج السينمائية» لتتزيّن بالذهب والفضّة والبرونز وتكون هديّة الفائزين في مسابقتها.

فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيري من مصر، الذي أثار انتقادات كبيرة في مهرجان «الجونة» بعد فوزه بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي، حصد أكبر عدد من الجوائز في أيام قرطاج السينمائية. كان التانيت الذهبي من نصيب فيلم «ريش» وجائزة أفضل ممثلة كانت من نصيب بطلة الفيلم دميانة ناصر، أما جائزة أفضل سيناريو فكانت لنفس الفيلم أيضاً.

البعد الأفريقي للمهرجان كان حاضراً في توزيع الجوائز، حيث فاز فيلم «نار الربيع التي لا تروض» للمخرج ليومنغ جيريميا موساس من ليسوتو بالتانيت الفضّي، أما التانيت البرونزي فكان من نصيب تونس عن فيلم «عصيان» للمخرج الجيلاني السعدي.

إضافة إلى جوائز التانيت للأفلام الروائية الطويلة، يتوّج المهرجان الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة كذلك. ومنذ سنوات أسس المهرجان لجوائز أخرى تدعم المخرجين الشبّان مثل جائزة «أفضل فيلم للسينما الواعدة»، والتي فازت بها المخرجة السعوديّة سارة مسفر عن فيلمها «من يحرقن الليل». سارة مسفر عبّرت عن فرحتها بهذا التتويج الذي يأتي من أعرق مهرجان سينما في العالم العربي والإفريقي، مؤكدة أن هذه الجائزة ستكون حافزاً لها لتشق طريقها بثبات أكبر في عالم السينما.

وتوزعت باقي جوائز أيام قرطاج السينمائية ومنها جوائز الفيلم الروائي القصير وكان التانيت الذهبي من نصيب المخرج الصومالي مو هرواي عن فيلم Life on the Horn والتانيت الفضي، لفيلم «كيف تحولت جدتي إلى كرسي» للمخرج نيكولا فتوح من لبنان، أما التانيت البرونزي لفيلم «في بلاد العم سالم» للمخرج سليم بالهيبة من تونس.