استطلاع «البيان»: آراء متباينة حول دور «الجائحة » في وتيرة الإنتاج الدرامي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال جائحة «كوفيد – 19» تلقي بظلالها على العالم، حيث الجميع يسعى إلى التعامل معها، والتكيف مع ظروفها التي خلقتها على أرض الواقع. في ظل «كورونا» لم تنج القطاعات الفنية والثقافية من التأثر بارتداداتها، فقد أصيب هذا القطاع على المستوى العالمي، بأضرار جسيمة، لا سيما في بدايات الجائحة، التي أجبرت الكثير من الشركات على إيقاف أعمالها وتأجيل بعضها، أملاً بأن تعيد إطلاقها في ظروف أفضل، كمحاولة منها لتجنب مزيد من الخسائر. ولكن في المقابل، فقد حفزت جائحة «كوفيد – 19» خيال صناع الدراما العربية، الذين سعوا خلال الفترة الماضية إلى توظيف الجائحة وتأثيراتها في أعمالهم، وابتكار أعمال أخرى مستوحاة من الجائحة نفسها، كما في مسلسل «ممنوع التجول» وأيضاً مسلسل «كوفيد -25» الذي عرض في رمضان الماضي، وحاكى في قصته الجائحة التي عصفت باقتصاديات العالم. «البيان» وعبر استطلاعها الأسبوعي طرقت أبواب هذه القضية، حيث أكد 27% من قراء موقع «البيان» الالكتروني على أن الجائحة ساهمت في تحفيز خيال صناع الدراما العربية، بينما رأى 73% عكس ذلك، فيما لم تكن نتائج الاستطلاع على حساب «البيان» في موقع «تويتر» بعيدة، حيث اتفق 25% على أن الجائحة حفزت خيال صناع الدراما، في حين لم يتفق 75% معهم في هذا الرأي.

الترفيه مطلوب

وفي هذا السياق، تواصلت «البيان» مع المنتج والمخرج إياد الخزوز، مؤسس شركة أي سي ميديا، الذي بدا متفائلاً لما خلص إليه قطاع الترفيه والفن العربي والعالمي. وقال: «رغم التأثيرات، إلا أن جائحة»كوفيد -19«نجحت في تحفيز قطاع الترفيه بأكمله على المستوى العالمي، خاصة في الفترة التي اضطر فيها العالم إلى إغلاق مدنه وشوارعه بالكامل، وبالتالي أصبح هناك حاجة كبيرة للترفيه، بسبب ارتفاع حدة الطلب على الترفيه والدراما والألعاب، وقد لاحظنا خلال الفترة الماضية زيادة عالية في نسب استهلاك المحتوى الدرامي والترفيهي سواء على الفضائيات أو المنصات الرقمية، وكذلك الألعاب وغيرها».

قفزة نوعية

وأضاف: «خلال العامين الماضيين، شهدنا قفزة نوعية وكبيرة في أعداد الأعمال الدرامية المنتجة عربياً، وعلى مستوى شركتنا فقد ارتفع إنتاجنا بنسبة 120%، مقارنه مع السنوات الماضية، وذلك من أجل تلبية ارتفاع الطلب»، وتوقع الخزوز أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في إنتاج الأعمال الدرامية. وقال: «الجائحة أثرت بشكل واضح على العديد من شركات الإنتاج التي اضطرت إلى إيقاف أعمالها وتأجيلها، وبتقديري إننا خلال الفترة المقبلة، سنشهد زيادة عالية في عملية الإنتاج خلال العام الجاري، كما أعتقد أيضاً أن بعض النصوص ستكون مستوحاة من طبيعة الظروف التي خلفتها الجائحة».

تأثيرات سلبية

من جانبه، أشار الناقد المصري طارق الشناوي في تصريحه لـ «البيان» إلى أن جائحة «كوفيد – 19» كان لها تأثيرات سلبية واضحة على صناعة السينما. وقال: «لقد لمسنا ذلك خلال الفترة الماضية، من خلال تراجع الأرقام التي حققتها صناعة السينما بشكل لافت، لتكشف لنا بأنها كانت الأكثر تأثراً بالجائحة». وأضاف: «على مستوى الأفكار، فإن مسألة وجود»فيروس«يصيب الناس ويسبب الهلع في العالم، لا تعد جديدة درامياً، لا سيما في الأعمال الغربية، التي سبق وأن ناقشت الفكرة وقدمتها في قوالب من التشويق والإثارة، وبالتالي لا أعتقد أن جائحة»كوفيد -19«سيزيد من جرعة هذه الأعمال». وأشار الشناوي إلى أن الجائحة زادت من الفرص أمام المنصات الرقمية. وقال: «أتاحت الجائحة الفرصة أمام المنصات الرقمية، للاقتراب أكثر من الجمهور، وهذا الجانب قد يفيدها من الناحية الإنتاجية، بحيث تكون أكثر قدرة على الاستفادة من الجائحة والظروف التي خلقتها، وتوظيفها في أعمال درامية جديدة».

Email