Fear Street Part 1: 1994..حكاية رعب بجرعات عالية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«حكايات مليئة بالرعب والخوف، تسكن بين ثنايا تفاصيلها أصوات السكاكين والأشباح»، هكذا يمكن وصف سلسلة «شارع الخوف» (Fear Street) للروائي الأمريكي أر ال لورانس، الذي منح المراهقين على مدار سنوات «جرعات عالية من الرعب»، عاشوا خلالها «ليال مخيفة ومظلمة»، تلك الحكايات صاغها لورانس الذي قطع عتبه عقده السابع بسنوات سبع، على طريقته الخاصة، كما في «غرفة الكابوس» و«المدرسة الفاسدة» وغيرها من الروايات التي لا تزال تلقى رواجاً لدى المراهقين.

على مدار سنوات، تحولت تلك السلسلة إلى «رمز خاص» بين المراهقين، لا سيما أولئك الذي يعشقون «حكايات الرعب»، ولا يتوقفون عن قراءتها إلا بعد وصولهم إلى نهاية القصة، التي يتنقلون بين فصولها المخيفة تارة والمتوترة تارة أخرى.

ما تحمله كتب هذه السلسلة، من جرعات رعب عالية قادرة على رفع الادرينالين في الجسم، كان سبباً مقنعاً لشبكة نتفليكس، للمضي في تحويلها من الورق إلى الشاشة، حيث كان فيلم (Fear Street Part 1: 1994) أولى قطرات «الغيث» الذي تمطره الشبكة على محبي سينما الرعب، ليبدو العمل حكاية رعب مشدودة الوتر.

«بدأ الأمر كمزحة، وانتهى بجريمة قتل»، تلك أول جملة تسمعها في افتتاحية الفيلم الذي يأخذك نحو عوالم منطقة «شادي سايد»، المدينة الأمريكية المهملة، التي تعاني من الفقر بسبب ارتفاع منسوب جرائم القتل الدموية فيها، ما دعا الجميع لأن يلصق بها لقب «عاصمة القتل الأمريكية» (Killer Capital USA)، نظراً لتجدد مجازر القتل فيها كل بضع سنوات. وهي تقع بالقرب من مدينة «سانيفيل» التي تتمتع بالرخاء الاقتصادي والحيوية، وارتفاع نسبة السياحة فيها.

يشكل (Fear Street Part 1: 1994) الجزء الأول من سلسلة «شارع الخوف» الذي اتبعته نتفليكس بفيلمين آخرين، حملا العنوان ذاته، مع اختلاف العام والأحداث، حيث الجزء الثاني تدور أحداثه في 1978، بينما الثالث يأخذنا نحو عام 1666، لنعاين عبر الأجزاء الثلاثة مسافة زمنية تعبر ما يقارب 300 عام.

في فيلم (Fear Street Part 1: 1994) يُطلعنا المخرج ليه جانياك، ومعه مؤلفا النصوص كايل كيلن وغرازادي، على جانب من تاريخ «شادي سايد»، يذكران لنا أن الأسطورة المحلية تفيد أن «شادي سايد» ملعونة من قبل ساحرة تدعى سارة فيير. وبعد 300 عام من شنقها بسبب شرها، ما زال يُعتقد إنها تستحوذ على سكان المدينة مما يؤدي لوقوع سلسلة جرائم القتل الشنيعة.

يفتتح الفيلم بـ «مذبحة» يذهب ضحيتها نحو 7 أشخاص، تقع في مركز «شادي سايد» التجاري، من بينهم فتاة مراهقة تعمل في متجر لبيع الكتب، لتأمين مصاريف الحياة، ما يثير الرعب في نفوس أصدقائها في المدرسة، حيث تتنامى لديهم مخاوف أكثر أهمية، مثل كيفية التعامل مع فورة القتل الأخيرة.

وهي المخاوف التي شكلت أولى لمسات الرعب التي نجح ليه جانياك في إضافتها على الفيلم، الذي نشهد فيه «ميلودراما المدرسة الثانوية» المليئة بالمنافسات والغيرة والتكتلات، التي تدفع «دينا» (كيانا ماديرا) إلى الانتقام من حبيبها السابق، ما يدخل أصدقائها في لغز حول الساحرات، والذي يضع على دربهم العديد من القتلة الذين تم إحياؤهم، وهو ما يشعرك بأن الفيلم وضع في إطار متين يمزج بين أفلام رعب المراهقين الدموية والرعب الغامض.

في هذا الفيلم يعيدنا ليه جانياك إلى سنوات التسعينيات، بدءاً من موضة الأزياء وخطوط الهواتف الأرضية، وروايات «شارع الخوف» الكلاسيكية، وألوان النيون وغيرها، ليقودنا عبرها نحو طبيعة الشخصيات المرعبة والقتلة، والذين يمكن تمييزهم من خلال أسلحتهم الفريدة وسنوات القتل والأزياء الغريبة، وهو ما ساعد جانياك في إضفاء قدر كافٍ من التشويق على الفيلم، الذي تتكاثر فيه التفاصيل المثيرة لجملة أسئلة مثل: «من كان هؤلاء الناس قبل أن يصبحوا «قتلة»؟ ماذا كانت قصصهم؟ وهو ما يترك لنا الفرصة لإعادة تخيل روايات «شارع الخوف» مرة أخرى.

وسط مشاهد الرعب، استطاع طاقم الفيلم تقديم أداء مذهل، حيث نجحت ماديرا في إثبات قدرتها على حمل بطولة الفيلم، حيث وازنت بين الشدة والقسوة والحنان الداخلي، وهناك أيضاً أوليفيا سكوت ويلش، التي برعت في تقديم مزيج خاص بين الألم والعاطفة، في حين أن بنجامين فلوريس، قدم أداءً لافتاً بصفته "جوش" شقيق دينا الصغير، والمهووس بغرف الدردشة التي صعد نجمها في عقد التسعينيات، وتميز فريد هيشينغر بضحكته الغريبة، أما مايا هوك فقد امتازت بأسلوبها الفريد.

 

Email