The Ice Road ليام نيسون يغامر بنجوميته

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل وصل الممثل الإيرلندي ليام نيسون إلى حدود «المقامرة» على نجوميته، أم إنه بات يقف على شفى «الانتحار الفني»؟، إن كنت من محبي الممثل ليام نيسون، فلا بد لعقلك أن يطلق العنان لهذه الأسئلة وغيرها، خلال متابعتك لتفاصيل وأحداث فيلمه الأخير «طريق الجليد» (The Ice Road).

حيث تشعر معه بأن نجومية ليام نيسون باتت تقف بالفعل على سطح جليدي، معرض للتشقق في أي لحظة، ليدخل بعدها في حدود «مربع الخطر».

ليام نيسون، رجل يقف على حدود السبعين من العمر، ولا يزال يرفض فكرة اعتزال الأكشن، وفي هذا الفيلم الذي يعود فيه جوناثان هينسلي، إلى الساحة بصفته كاتباً ومخرجاً بعد مرور عقد من الزمن على تقديمه فيلم (Kill the Irishman)، بدا نيسون وقد شاخ كثيراً، فلم يعد جسده قادراً على تحمل مشاهد الأداء الحركي، الذي تقوم عليه حكاية الفيلم التي جاءت مهزوزة، بصورة تتفق تماماً مع رقة السطح الجليدي الذي تعبره الشاحنة التي يقودها طوال فترة العمل، الذي يصيب أعصابك بتوتر غير مبرر.

حكاية الفيلم تدور حول رحلة خطيرة يقوم بها نيسون ومعه اثنان من سائقي الشاحنات، يتولون جميعاً إيصال الأنابيب والمعدات اللازمة لإنقاذ عمال أحد المناجم الواقعة في شمال مانيتوبا بكندا، والذي يتعرض للانهيار نتيجة انفجار غاز الميثان، ليواجه هؤلاء حصاراً خانقاً يهدد حياتهم مع مواصلة نقصان نسبة الاكسجين في المكان، المصاب بالرطوبة ودرجات الحرارة المتدنية، حيث الوقت المتاح أمامهم هو 30 ساعة فقط، وإلا سيفقدون حياتهم.

خلال الرحلة لا تكف المخاطر التي تواجه نيسون ومعه شقيقه «غورتي» (ماركوس توماس) الميكانيكي الموهوب والمصاب باضطراب ما بعد الصدمة، بعد عودته من العراق، وأيضاً رفاقه سائقي الشاحنات الأخرى، فكلما استطاعوا تجاوز «مطب» نجح «مندوب التأمين» بوضع واحد آخر، في محاولة منه لإفشال الرحلة، وبالتالي عدم حصول سائقي الشاحنات على نصيبهم من الأرباح التي ستدفعها شركة التأمين.

في الواقع إن «طريق الجليد» لا يعد العمل الأول الذي ينفذه نيسون وسط الثلوج، فقد سبقه بتجربة «غراي» في 2011، حيث يواجه فيه وحيداً وحوش البرية، وينجح في النهاية بالتخلص منها، ولكن الفرق بين «غراي» و«طريق الجليد» يبدو شاسعاً ليس من حيث المهمة وحسب، وإنما الأداء أيضاً، فهناك كان نيسون لا يزال يتمتع بقوته الجسدية، بينما هنا يبدو إن «الشيب» قد أكل منه وشرب.

فيلم «طريق الجليد» يمضي في مهمة شبه مستحيلة، يمكن لها أن تتم لو كانت الظروف المحيطة عادية، ومن دون وجود «مطبات» يضعها مسؤول التأمين بالتعاون مع ثلة من المسؤولين عن المنجم الذي ينهار فوق رؤوس العاملين بداخله، ولكن الفيلم لا يشترك مع طبيعة سائقي الشاحنات، فهو متوتر، يتسارع صعوداً وهبوطاً، حتى يجنح نحو منطقة تسود فيها «الكليشيهات» والتقليدية السينمائية.

وهو فيلم يشبه إلى حد كبير «الطريق الجليدي الذي تسير عليه الشاحنات»، رقيق وخطير وقابل للتشقق في أي لحظة، وتشعر بأنه يمضي وفق معادلة يسهل التنبؤ بنتائجها، رغم كافة المخاطر التي تتربص بالشاحنات.

قد يكون الفيلم محتلاً لسدة قائمة العشرة الأوائل في نتفليكس، التي احتفت كثيراً بحصولها على امتياز العمل، الذي يشارك في بطولته أيضا لورانس فيشبورن، والذي يشكل هو الآخر ورقة رابحة.

وبرغم ذلك يظل هذا العمل مخيباً للآمال، رغم إنه كان بالإمكان استثمار ما يمتلكه نجوم الفيلم من موهبة وحضور طاغ على الساحة لإنتاج عمل أكثر رهبة، وأقل اهتزازاً، وأكثر حميمية وقرباً من قلب المشاهد. «طريق الجليد» يمكن وصفه بفيلم «اكشن» كبير الحجم والإنتاج، ولكنه في الوقت نفسه بدا «غبياً» غير قادر على الإقناع.

 

Email