اعتبرت أن الرقمنة في الحقل لم تعد خياراً

كارولين فرج: دبي تحفز تطور للإعلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بحروف ذهبية، كتبت دبي قصة نجاحها، لافتة أنظار العالم ناحيتها، لتستحق لقب «عاصمة الإعلام العربي»، وهي التي فتحت صدرها للمؤسسات الإعلامية العربية والعالمية على حد سواء، لتستقر على أرض مدينة دبي للإعلام، التي أصبحت قبلة العاملين في القطاع الإعلامي، ممن يتطلعون إلى كتابة قصة نجاح مستلهمة من تجربة دبي في النمو والتطور.

على بحيرة مدينة دبي للإعلام، تطل مكاتب شبكة CNN، التي اختارت المدينة لتكون مقراً رئيسياً لعملياتها ومكاتبها، حيث وجدت في دبي حضناً دافئاً، وها هي الشبكة الناطقة بالعربية تستعد للاحتفال بمرور عقدين على انطلاقها من «دانة الدنيا» موجهة صوتها للمنطقة، لتبدو «قصة نمو الشبكة متشابهة جداً مع قصة دبي»، وفق تعبير كارولين فرج، نائب رئيس الشبكة ورئيسة تحرير CNN بالعربية، حيث أكدت لـ«البيان» بأن «احتضان دبي لأكاديمية الإعلام الجديد، يعكس مدى اهتمامها بإعداد الكوادر الشابة في المجال الإعلامي»، كاشفة عن إعداد الشبكة خطة متكاملة لتغطية معرض «إكسبو 2020 دبي»، منوهة إلى أن «الرقمنة في الإعلام لم تعد خياراً وإنما ورقة قوية توضع على الطاولة».

محطات

تقول فرج: «أعتقد أنني محظوظة بأنني كنت شاهدة على النقلة النوعية لدبي بكل جوانبها، بما فيها الإعلام»، كذلك بدأت فرج حديثها مع «البيان»، متوسدة ذاكرتها التي عادت بها إلى الوراء نحو عقدين، عندما أعلن عن تأسيس مدينة دبي للإعلام، حيث كانت شبكة CNN من أوائل المؤسسات التي أوجدت لها موطأ قدم في المدينة. وقالت: «شهدنا جميعاً كيف تطورت دبي، وكيف احتضنت الإعلام، واستقطبت المؤسسات الإعلامية العالمية إليها، في وقت كان الإعلام لا يزال يتخذ طابعاً كلاسيكياً»، وأضافت: «كان لذلك تأثير لافت على مسيرة الإعلام المحلي، الذي بدأ يتأقلم مع طبيعة المدينة الحاضنة للإعلام العالمي والإقليمي، وتمكن من المضي قدماً على ذات المستوى الذي وصلت إليه دبي»، كارولين توقعت «أن يشهد الإعلام تطوراً أكبر خلال السنوات المقبلة في حال استمراره على ذات النهج، مستنيراً برؤية قيادة تتخذ من التميز خطاً لها».

على مدار سنوات، سعت دبي إلى تطور منظومة الإعلام، ونقلها إلى مستويات جديدة، ودأبت على استباق الزمن، عبر خلق مناخات جديدة تساهم بتطوير المنظومة الإعلامية، ولعل إطلاق أكاديمية الإعلام الجديد، كان أحد أشكال اهتمام دبي بهذا الجانب، وفي ذلك، تعلق فرج «مشهد الأكاديمية يفرح القلب». وقالت: «لا نفشي سراً بأن الإعلام في دبي يسير بخطى ثابتة نحو الرقمنة، وتأسيس الأكاديمية يصب بهذا الاتجاه، لمساهمتها بتمكين وإعداد شباب قادر على قيادة المرحلة المقبلة من الإعلام، حيث تسهم الأكاديمية في بناء شخصية الشباب لتكون شمولية ومتكاملة». في المقابل، كانت شبكة «سي إن إن» قد أوجدت لها موطأ قدم في أرض التدريب، عبر أكاديمية «سي إن إن» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، وفي هذا الإطار، أشارت كارولين إلى أن «الأكاديمية هي مسمى جديد انطلق منذ عام تقريباً، ولكن بالنسبة لنا فنحن نعمل على تقديم الدورات التدريبية منذ عقدين ونيف، والأكاديمية هي استمرار لما نقوم به، وهي مخصصة للعالم العربي، وتمنح المنتسب فرصة تعلم طرق إنتاج قصة مهنية وشاملة تبرز فيها الحقيقة».

حقيقة

«موضوع الرقمنة لم يعد خياراً، وإنما هي ورقة قوية يتم وضعها على الطاولة، في حال أرادت أي مؤسسة الاستمرار في الساحة»، هكذا تصف كارولين طبيعة التطور الذي أصاب منظومة الإعلام بشكل عام وارتباطها بالرقمنة. وقالت: «70% من سكان العالم العربي ما دون الـ30 عاماً، ولدى هذه الشريحة ارتباط قوي مع الأجهزة الرقمية، وتتابع كل شيء عبر الشاشات الصغيرة، وبالتالي بات واجباً على وسائل الإعلام الالتفات إلى ذلك، وأن تضع الرقمنة ضمن منهجيتها»، وتابعت: أعتقد أن المؤسسات التي اتخذت هذا النهج، تسير على «السكة الصحيحة»، وحتى لا نخسر البوصلة فقد سعينا في «سي إن إن» للاهتمام بهذا الجانب عبر تقديم قصص مصورة ومرئية تتواءم مع طبيعة «السوشيال ميديا»، التي يحضر فيها معظم الشباب. وأكدت فرج على ضرورة التفات الإعلام إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، قائلة: «في 2019 تم استثمار 2.6 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، ويتوقع أن يترفع الرقم إلى 9.4 مليارات دولار في 2024، لذا نتوقع أن يكون هناك سيادة عالية للمرئيات والرقمنة بكل أساليبها واتجاهاتها».

إبهار العالم

على الأبواب يقف «إكسبو 2020 دبي»، حيث سنشهد جميعاً تحقيق دبي لوعدها بـ«إبهار العالم»، ومع انطلاق العد التنازلي للمعرض، فقد أعدت شبكة «سي إن إن» بالعربية، خطة متكاملة لمواكبة الحدث، وفي هذا السياق، قالت كارولين فرج: «نحن نشعر بالتميز كوننا نحضر على أرض دبي، وهو ما يتيح لنا المشاركة في نقل قصة نجاح إكسبو 2020 دبي، إلى العالم أجمع»، مشيرة إلى أن الشبكة ستقوم بتجهيز مجموعة من الاستوديوهات الحديثة، لتمكين مراسليها البث من أرض الحدث، وقالت: «لدينا خطة شاملة لإنتاج تقارير خاصة من المكان، إلى جانب استضافة عدد من الشخصيات الإعلامية ومراسلي الشبكة من حول العالم، ليقوموا بتغطية الحدث لبرامج متعددة وبلغات مختلفة»، قائلة: «لدينا في الشبكة اتفاقيات تعاون مع أكثر من 1200 محطة ووسيلة إعلامية حول العالم، سنقوم بتزويدها بكافة التقارير التي سنقوم بإنتاجها في إكسبو».

Email