Army Of The Dead.. شهادة ميلاد جديدة لسنايدر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن فيلم «جيش الموتي» (Army Of The Dead) سيمثل نقطة فارقة في مسيرة المخرج الأمريكي زاك سنايدر، فهو «الحصان الرابح» الذي أخرجه من دروب عالم «دي سي» السينمائي، الذي انشغل في بنائه خلال السنوات الأخيرة، خلالها تعرض سنايدر لسلسلة من المشكلات، ومن بينها عائلية، وضعته على حدود الحافة، لدرجة ساد فيها توقع بأن مشواره السينمائي قد شارف على الانتهاء مع خروجه من عباءه أفلام «الأبطال الخارقين»، ولكن «جيش الموتى» بدا بمثابة شهادة ميلاد جديدة لسنايدر.

لعل ما يميز أعمال سنايدر بشكل عام، هو قدرتها على «إمداد الجمهور بالمتعة اللازمة»، وليتم ذلك عادة ما ينشغل سنايدر بالبحث عن «البيئة الإبداعية» التي تمكنه من «تأمين هذا الإمداد»، ويبدو إنه قد وجدها في حضن المنصات الرقمية، فقبل «جيش الموتى» آثر سنايدر مغادرة عالم «دي سي» على متن فيلم (Zack Snyder's Justice League) (عرض على منصة HOB) الذي بدا أشبه بـ «نسخة خاصة» من فيلم «رابطة العدالة» (Justice League)، جاءت بعد ما حققته نسخة المخرج جوس ويدون، من فشل إبان عرضها سينمائياً، حيث جمعت ما يقارب 657 مليون دولار، وهو ما لم يتوافق مع طموحات الشركة المنتجة للفيلم.

توفير البيئة الإبداعية التي يبحث عنها سنايدر، مكنه أخيراً من تقديم «جيش الموتى» الذي يمثل الخطوة الأولى التي تقود سنايدر لفتح صفحة جديدة في مسيرته، تعيده إلى تقديم أفلام ضخمة تتمتع بطابع «ملحمي»، وها هو سنايدر يعيد عبر «جيش الموتى» «التفتيش» في ثنايا «مجتمع الزومبي» الوحشي والمفزع في الوقت ذاته، مستفيداً من «الشعبية» التي عادة ما تحظى بها هذه النوعية من الأفلام، ليبقى الرهان دائماً فيها على طريقة المعالجة والمونتاج والتصوير والرؤية الإخراجية أيضاً.

حكاية «جيش الموتى» تدور حول مجموعة من المرتزقة، الذين يتم تكليفهم من قبل صاحب كازينو في مدينة لاس فيجاس، لاستعادة مبالغ طائلة مخبأة في خزينة الكازينو، في وقت تقرر فيه السلطات الأمريكية تفجير المدينة من أجل القضاء على مخلوقات الزومبي التي قامت بغزوها والاستيطان فيها.

ولعل اللافت في هذا الفيلم لا يكمن فقط في تخطيه حاجز 72 مليون مشاهدة على منصة نتفليكس، واحتلاله للمركز الثاني في قائمة الأكثر مشاهدة في الإمارات، وإنما في كونه لا يمثل التجربة الأولى التي يتعامل فيها سنايدر مع «مخلوقات الزومبي»، فقد سبق له أن قدم في 2004 فيلمه المعروف (Dawn of the Dead) الذي حاز فيه سنايدر على «شهادة تقدير» من جل النقاد، لدرجة أن بعضهم منحه «العلامة الكاملة».

في «جيش الموتى» يتعامل سنايدر بذكاء لافت مع الأحداث، يدرك كيفية توظيف مشاهد الأكشن، والدراما أيضاً، ويعرف كيف يتمكن من تغليفها بـ «متعة المشاهدة» التي يبحث عنها الجمهور، حتى وإن وصلت مدة الفيلم إلى نحو ساعتين ونصف الساعة، ازدحمت بـ «مشاهد الأكشن والإثارة والرعب أيضاً»، وهو ما يعكس طبيعة التحديات التي وضعها سنايدر أمام نجوم فيلمه، لا سيما في لحظات زحفهم إلى مقر الكازينو، الأمر الذي مكن سنايدر من كشف إبداعات ممثلي فيلمه، وعلى رأسهم ديف باتيستا، الذي استطاع أن يظهر مدى تطور أدائه فيما يتعلق بالحس الدرامي والإنساني، الذي تآلف فيه مع بقية نجوم الفيلم.

قد تبدو مدة ساعتين ونصف الساعة للوهلة الأولى مملة، إلا أن سنايدر أجاد استغلالها جيداً، فمن جهة مكنته من توظيف ما يحتاج إليه من مشاهد الأكشن، ومن جهة أخرى سمح له ذلك وبكل أريحيه في تعريف الجمهور على شخصيات فيلمه وخلفياتها، كما سمح له ذلك في تقديم سرد خاص بـ «مجتمع الزومبي»، حيث يبدو أن سنايدر لا يتعامل معها ككائنات عشوائية تعيث في الأرض فساداً ودماراً، وتفتك بالمدينة وما يحيط بها، وإنما استطاع أن يقدمها على شكل منظم، عبر إظهار وجود تنوعات ومستويات لها، لا سيما تلك التي تلقب بـ «الفا» وهي التي تتمتع بمستوى ذكاء عالٍ، وتتحكم في زمام السيطرة على مدينة لاس فيجاس، ويتولون مهمة التصدي لأي دخيل عليها. بلا شك فإن ذلك قد أثرى القصة كثيراً وزاد من أبعادها.

Email