لعبت بطولة مسلسل "طيبة" وتنظر إلى الدراما العراقية بعين التفاؤل

هند نزار .. مشروعي المقبل إماراتي بلهجة "بدوية"

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن تقف أمام الكاميرا كإعلامي، ليس كما تواجهها كممثل، فبين الأولى والثانية فرق كبير، حيث الأول اعتاد ارتداء وجه جاد يتناسب مع نقل الأخبار وتقديم البرامج، بينما الثاني يبدو فيه الوجه متلوناً يتغير بحسب الشخصية، وكذلك هي الفنانة العراقية هند نزار، التي تأرجحت بين وتري الإعلام والتمثيل، ولكن يبدو أن الثانية شدتها كثيراً، فقد نجحت في تقمص "طيبة"، فكان لها من اسمها نصيب.

 فـ "طيبة" فتاة بريئة أكملت من العمر 18 عاماً، ولكن الأوضاع الاجتماعية تجبرها على السير في طريق وعرة، لم تكد أن تدخل بيت الزوجية حتى خرجت منه "مطلقة"، لتعود إلى تحدي الظروف وتتمكن من تجاوز حدود طبقة الفقر نحو طبقة الأثرياء، بحثاً عن أمل جديد.

هند نزار في هذا العمل سافرت في آلة الزمن إلى الوراء، وارتدت في رمضان قناع "طيبة"، وتجملت بسلوكياتها، جسدتها بكل حرفية على الشاشة، حتى أضحت "طيبة" جزءاً من شخصية هند التي قالت لـ "البيان" إنها مقبلة على مشروع إماراتي، يتخذ من اللهجة البدوية مساراً لحبكته الدرامية، مؤكدة أنها تخطط للاستقرار في دبي، كخطوة أولى في طريق مجموعة المشاريع الدرامية التي تعكف حالياً على دراستها.

ما إن أطلت "طيبة" على الشاشة، حتى أسالت دموع هند في الواقع، لا سيما في ذلك المشهد الذي تتحول فيه "طيبة" إلى مطلقة.

تعترف هند بذلك، وتبرر سبب بكائها بكون المشهد يمثل "حالة اجتماعية موجودة بشكل عام في المنطقة العربية"، وقالت: "لا تزال النظرة إلى "المطلقة" صعبة في المجتمعات العربية، والأمر كذلك بالنسبة لـ "طيبة" التي تبلغ من العمر 18 عاماً، فهي لم تكد تتزوج حتى عادت إلى بيت أهلها مطلقة".

وتضيف: "هذا المشهد أثر كثيراً على نفسيتي، كونه يتناول حالة صعبة جداً، ويلقي الضوء على معاناة الفتيات المطلقات".  

لم يكن التخلص من آثار "طيبة" أمراً هيناً بالنسبة لهند نزار، رغم فارق السن بينهما، فقد ظلت هند متأثرة بها وبسلوكياتها، حتى في مشيتها، وتصف "طيبة" بأنها "فتاة بريئة جداً، وناعمة"، وتقول إنها بدأت التمرين على هذه الشخصية في فترة قراءة السيناريو الذي كتبه محمد حنش، وقد ساعدها في ذلك ايضاً مجموعة البروفات التي قدمتها مع مخرج العمل السوري إياد نحاس.

وتشير إلى أن "الشخصية مركبة ومعقدة جداً، ولذلك كان الأمر بحاجة الى تدريب مكثف، ومع انطلاق التصوير استطعت التغلغل في الشخصية كثيراً، حتى شعرت بأنها أصبحت جزءاً مني، لا تغادرني حتى خارج أوقات التصوير".

 وبرغم ذلك تعترف هند أنها "وقعت في غرام هذه الشخصية"، نافية في الوقت ذاته أنها "بالغت في أدائها"، قائلة: "عملت مع المخرج اياد نحاس، الذي يعمل مع الممثل، ويدقق على كل حركة وسلوك وحتى كل حرف يخرج منه، فقد كان طوال الوقت يسعى إلى التأكد من أن الأداء طبيعي وحقيقي".

خطوات هند لن تتوقف عند حدود "طيبة"، فهي تستعد حالياً للمشاركة في مشروع درامي اماراتي خليجي عربي، يتولى انتاجه الإماراتي علي الياسي، مؤسس شركة اتش برودكشن، وتقول: "هناك مشروع درامي يتم التحضير له، وسيكون عبارة عن مسلسل "بدوي"، يشارك فيه نخبة من نجوم الإمارات والخليج والعرب، وهو سيكون ضمن سلسلة الأعمال التي ستقوم الشركة بإنتاجها خلال الفترة المقبلة"، كاشفة في الوقت ذاته، عن نيتها "الاستقرار في دبي"، قائلة: "خلال الفترة المقبلة، سأتنقل بين بلدي ودبي، ولكن معظم أوقاتي ستكون في دبي، حتى أتمكن من العمل على مشاريعي المقبلة".

بعين التفاؤل تنظر هند إلى مستقبل الدراما العراقية، التي مرت خلال الفترة الماضية بسنوات عجاف، وتقول: "بعد إيقاف الدولة العراقية لميزانية الدراما في 2014، توقف النبض في الدراما العراقية تماماً، وهذا أدى إلى خلق ركود عام فيها، ولكن بتقديري أنها عادت للانتعاش مجدداً خاصة في هذا العام، الذي شهدنا فيه انتاج أكثر من عمل درامي".

وأضافت: "خلال العامين الماضيين، عادت الدراما العراقية الى ايقاعها، وكان لدينا مخزون كبير من القضايا الاجتماعية التي يمكن فتح ملفاتها"، ضاربة في الوقت ذاته مثلاً بـ "طيبة" التي قالت إن العمل فتح العديد من القضايا بدءاً من الطلاق، والعلاقة بين الأم وابنتها، والمراهقة، والعلاقة بين الطبقات، وقضايا الفقر والثراء. وقالت: "هذا بلا شك يدل على أن الدراما العراقية بدأت تتجدد وتتطور".

 

Email