دراما رمضان تحيي علاقة المهاجرين بجذورهم

رمضان كان ولا يزال موسماً لإطلاق أنجح الأعمال الدرامية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في كل مرة يحل شهر رمضان على العرب، في بلاد المهجر، يزداد حنين هؤلاء لأوطانهم، فيما يطرق وجدانهم الشوق إلى أيام رمضان والعيد وأفراحه وعاداته الغائبة كلياً في بلدانهم حالياً.

فبالنسبة إلى سارة منصور التي انتقلت عائلتها من لبنان إلى أستراليا في أواخر الثمانينيات، تهيمن وجبات الطعام والعادات الدينية على نقاشات العائلة خلال الشهر، لكن شهر رمضان جلب معه أيضاً إلى عدد كبير من عرب الشتات في السنوات الأخيرة كمّاً من البرامج التلفزيونية، كانت تصلهم من المنطقة وتشبع بعضاً من اشتياقهم إلى أحيائهم وأزقة حاراتهم، بحيث بات كثيرون يطلقون على هذا الشهر «موسم الأوسكار».

وفي تقرير عن أوضاع المهاجرين المسلمين العرب في غرب سيدني بأستراليا، وصفت صحيفة «غارديان» البريطانية تلك المسلسلات التلفزيونية بـ«الحلوى المثالية»، إذ عادة ما تشاهد مع العائلة بعد الإفطار، حيث تملأ وقتاً مخصصاً للحلويات والقهوة.

وفي أستراليا، كانت تلك المسلسلات تزداد شعبية، كما في أنحاء العالم مع مسلسلات مثل «باب الحارة» و«رأفت الهجان»، وذلك قبل أن تتيح تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية لعدد أكبر من الأسر مشاهدة المزيد منها..

وقبل ظهور الفضائيات، كان يتعين على العديد من المجتمعات العربية في المهجر الانتظار لمشاهدة العروض على أجهزة «في إتش إس» بعد عام من ظهورها في بلدانها الأصلية.

تذكر طالبة الدكتوراه في جامعة سيدني، وديان فارس، لـ «غارديان» أن رحلاتها إلى متجر الفيديو كانت من أعز ذكرياتها عن رمضان، لا سيما توجهها مع والدتها إلى متجر الفيديو في منطقة فيرفيلد، حيث يمكن شراء جميع المسلسلات الدرامية المختلفة، ولم يكن المحتوى عربياً فقط، بل كان هناك الكثير من محتوى بوليوود والدراما التركية كلها مدبلجة إلى العربية.

ثم في عام 2001، بعد بث المسلسل التلفزيوني المصري «عائلة الحاج متولي» خلال شهر رمضان وشهرته الواسعة، انفتحت مجالات واسعة أمام شركات الإنتاج العربية، وبدأ البث التدفقي خلال الموسم. ووفقاً للناقد الإعلامي حازم فهمي المقيم في تكساس، كان تحرك الشركات قد وضع في الاعتبار مجتمعات الشتات العربي، وقد زادت شركات الإنتاج إنتاجها استجابة للطلب، ومع التقدم سريعاً إلى أوائل عام 2010 كان يمكن مشاهدة الأرقام ترتفع بشكل مطرد، من كسر إلى 12 و30 و40 و50 في شهر.

لكن بالنسبة لكثيرين داخل المجتمعات الناطقة باللغة العربية وخاصة الأجيال الشابة التي نشأت في استراليا، تمثل تلك المسلسلات فرصة لفهم والديهم ومجتمعاتهم بشكل أفضل، حيث تقدم محتوى لن يظهر أبداً على التلفزيون الأسترالي. قد تكون المسلسلات الرمضانية ساعدت في تقديم نظرة على القيم والتوقعات التي يصعب الحصول عليها في أستراليا بالنسبة للعديد ممن يعانون مع هويتهم، لكنها شكلت أيضاً فرصة للتواصل عبر الأجيال، ببث الحياة فيما هو مجرد، مع أخذ تقاليد العائلة لرمضان وإعادة مزجها.

Email