46 عاماً على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تمر اليوم ذكرى رحيل كوكب الشرق "أم كلثوم"، التي رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 1975م، والتى تعد أيقونة الطرب فى الوطن العربى، وكانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة حيث بدأت الغناء وهي طفلة صغيرة مع والدها في الموالد والأفراح، وفى عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وكونت أول تخت موسيقى لها فى عام 1926.

ولدت أم كلثوم واسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى في 31 ديسمبر 1898 بقرية "طماى الزهايرة" التابعة لمركز السنبلاوين فى محافظة الدقهلية، كانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامى ثم الملحن محمد القصبجى، بدأ محمد القصبجى فى إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا مشكلًا لها فرقتها الخاصة، وأول تخت موسيقى يكون بديلا لبطانة المعممين التى كانت معها دائما، عندما شنت روز اليوسف والمسرح هجوما على بطانتها، لعل هذا ما جعل أباها يتخلى عن دوره كمنشد وينسحب هو والشيخ خالد، بعد ذلك بعام تقريبا خلعت أم كلثوم العقال والعباءة وظهرت فى زى الآنسات المصريات، وعام 1928 أصدرت مونولوج  "إن كنت أسامح وأنسى الآسية" والذى حقق لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها فى فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.

إنجازات أم كلثوم
المرحلة المحورية في مسيرة أم كلثوم المهنية جاءت عام 1926، حين وقعت عقداً مع شركة تسجيلات لأقراص الغرامافون تضمن راتباً سنوياً لها بالإضافة إلى نسبة على كل قرص يتم بيعه. بعد أن وصلت للأمان الاقتصادي بهذا العقد بدأت تظهر بشكل أكبر كمؤدية محترفة وبملابس عصرية في وقتها من خلال فساتين طويلة.

وفي نفس الفترة تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي كتب لها 137 أغنية وعلى الملحن محمد القصبجي.

على الصعيد الموسيقي، ثمة حدثان هامان حدثا في نفس العام دفعا أم كلثوم إلى النجومية، الأول أنها اتخذت قراراً بألا ترافقها عائلتها مرة أخرى أثناء أدائها الغنائي وأن يتم تعويضهم بتخت شرقي (فرقة مؤلفة من مجموعة من الموسيقيين والآلات المختلفة) وشكَّلت أم كلثوم هذا التخت من أمهر موسيقيي عصرها، وهو ما نقلها من مغنية شعبية إلى مطربة محترفة مع موسيقى عصرية ومتطورة، الحدث الثاني الهام هو تغييرها لنمط أغانيها من الأغاني التقليدية والدينية إلى الأغاني المعتمدة على أشعار وألحان حديثة وتنافس أهم الشعراء والملحنين في ذلك العصر على إعطائها أعمالهم الفنية.

بحلول عام 1930 أصبحت السينما حديث الشارع المصري وقد حاولت أم كلثوم ترك بصمتها هناك، فأنتجت ومثَّلت في عدد من الأفلام التي حملت طابعاً رومانسياً قريباً لأغانيها ومن هذه الأفلام: "وداد"، و"نشيد الأمل" و"دنانير"، ورغم عدم خبرتها التمثيلية فقد أعطيت الصلاحية في القرارات الهامة في الأفلام التي غالباً ما احتوت فقرات غنائية لكنها كانت قصيرة وبعيدة عن طابع أمسياتها الطويل.

كانت أربعينيات القرن الماضي الفترة الذهبية لأم كلثوم حيث أطلقت فلميها الأشهر "سلامة" و"فاطمة"، الفيلمان اللذان تحدثا عن القيم والأخلاق في المجتمع المصري والتي تنتصر على انعدام الضمير والثروة.

كما حققت نجاحاً باهراً من خلال تقديمها للشعر العربي في حفلاتها بأداء غنائي جميل ولحن أصيل جعل الكثير من الجماهير حتى الأمية منها تحفظ هذا الشعر الصعب عن ظهر قلب. حفلاتها الموسيقية كل خميس والتي كانت تُبث إذاعياً إلى كل أنحاء الشرق الأوسط كانت محط اهتمام الجماهير التي كانت تنصت بانتباه لكل كلمة وتموج في هذا الصوت الجميل، وتحليلات أدائها كانت تحتل مساحة واسعة في نقاشاتهم، مما أكسبها لقب "صوت مصر".

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بدأت صحتها بالتراجع وشُخص لها التهاب الكلية لكنها لم تتوقف عن تقديم حفلاتها، وتزوجت عام 1954 من طبيبها وأحد مستمعيها ومعجبيها الكبار، وفي عام 1967 قدمت للمرة الأولى حفلة خارج العالم العربي في باريس. وفي تلك السنة قامت بجولة عربية شملت مدناً مثل بغداد، دمشق، بيروت وطرابلس لدعم صورة مصر بعد نكسة حزيران حيث حملت جواز سفر دبلوماسياً وكانت تقدم الحفلات وترسل ريعها إلى الخزانة المصرية، كانت بمثابة سفيرة لمصر والعرب.

وفاة أم كلثوم
في عام 1975 استمرت صحتها بالتدهور، وكانت الصحف تتحدث يومياً عن حالتها الصحية. في الثالث من فبراير عام 1975 تُوفيت أم كلثوم نتيجة فشل قلبي، حدثٌ هز مصر والعالم العربي لدرجة أن الحشود في جنازتها فاقت جنازة جمال عبد الناصر، أكثر من أربعة ملايين شخص احتشدوا متناقلين نعشها ليعبر المدينة ويرقد في الأرض التي أعطتها صوتها.

 

Email