مبدع قدم أعمالاً متفردة بينها: «صراع على الرمال» و«عمر»

حاتم علي.. رحيل أوجع الدراما العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن مشروع فيلم «الزير سالم»، سيظل معلقاً، ولن يرى النور، بعد رحيل صاحب فكرته، المخرج حاتم علي، الذي لم يتحمل قلبه مزيداً من صدمات 2020، التي افتتحها بفقدانه لوالده، ليفقد حاتم علي حياته في نهاية العام، إثر تعرضه في القاهرة لأزمة قلبية، لم تمنحه مزيداً من الوقت، لمواصلة عطائه وإبداعه، وزيارة بلده سوريا، حيث يعد حاتم، مخرجاً من «الوزن الثقيل»، وصاحب بصمة ذهبية في تاريخ الدراما السورية والعربية، التي قدم لها مجموعة من «التحف الدرامية»، تأبى مغادرة ذاكرة الناس.

حداد

لم يكن خبر رحيل حاتم علي هيناً على الساحة الفنية، وقلوب كل من عرفوه، وكثير منهم ألبسوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ثياب الحداد، فيما ارتدت الدراما السورية، ثوبها الأسود، حداداً على رحيل صاحب «الزير سالم»، فجاءت كلمات الرثاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على مستوى المخرج حاتم علي، الذي أبحر في 2008 بين ثنايا سيناريو هاني السعدي، الذي استلهمه من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ليطل علينا بتحفته الدرامية «صراع على الرمال»، تلك التي اعتبرت «رسماً فنياً لقصة حب بسيطة»، وعبرها، نجح حاتم في تصحيح مسار الدراما البدوية، وإعادتها إلى «سكتها الصحيحة»، بعد أن ظل التعامل معها لسنوات، على أنها نمط درامي أقل من نظيرتها التقليدية.

المخرج حاتم علي، هو «الزير سالم»، و«العراب» و«التغريبة الفلسطينية»، وهو صاحب «الفصول الأربعة»، و«عُمر»، تلك التحفه التي نشرت عبيرها في الدراما العربية، و«صلاح الدين الأيوبي»، و«صقر قريش»، وكذلك «ربيع قرطبة»، وهو من ألبس الدراما السورية «طوق الياسمين»، حاتم علي هو ابن السينما، حيث رافق إلى قاعاتها «العشاق»، وغنى مع «سيلينا»، وعاش فيها «الليل الطويل»، وغيرها، فيما عطاؤه امتد نحو خشبة المسرح، التي زينها بثلاثة أعمال ثرية في أحداثها الدرامية.

رثاء

«باقٍ في الذاكرة شعاع ضوء في زمن عتمة»، بهذه الكلمات، رثاه الشاعر زاهي وهبي، الذي قال في تغريدة له: «خبر حزين في نهاية سنة كارثية، لا تود الرحيل بغير الأسى، وداعاً حاتم علي المبدع العربي السوري، الذي ترك توقيعه يضيء الشاشة والذاكرة، رافعاً رتبة الدراما التلفزيونية، مازجاً المعرفة بالمتعة، الفائدة بالتسلية، والحِرفية بالسهل الممتنع».

حاتم علي لم يغب عن ذاكرة نادين نسيب نجيم، والتي قالت: «من فترة تذكرتك، وكنت أخبر أصدقائي عن تجربتي بالعمل معك، وكم أنت مهضوم، وقلبك طيب، وتحب عملك كثيراً». أما أمل بوشوشه، فودعته : «وداعاً حاتم علي.. الحزن كبير والصدمة أكبر.. رحلت باكراً أستاذي، سنفتقدك كثيراً».

الخبر بدا ثقيلاً على ناصر القصبي، الذي عاد بالذاكرة إلى الوراء: «جمعتنا أيام جميلة، كان يردد دائماً بشكل عفوي، وصوت مسموع «يا ربي سامحني».. سامحه يا رب، واغفر له، بقدر ما أسعدنا...»، بينما كتب عاصي الحلاني: «خسارة كبير.. رحيل فنان ومخرج كبير، حاتم علي عرفتك كبيراً وخلوقاً وإنسانياً إلى أبعد الحدود».

عن صفحات «إنستغرام»، لم يغب حاتم علي، فكان حاضراً على حساب قصي خولي، الذي كتب «رحل المبدع حاتم علي»، وأيضاً زينت صورته حساب عبد المحسن النمر، بينما كتب باسم ياخور: «ترجل الفارس مبكراً عن صهوة جواده، تاركاً في قلوب الكثيرين غصة مؤلمة لن تنسى، وإبداعات لن تنسى، رجل مبدع.. التغريبة الفلسطينية، والملك فاروق والزير سالم وصلاح الدين وصقر قريش..».

 

Email