«لمياء والبحر».. قصص بحرية إماراتية

لمياء داخل دار النشر في معرض الشارقة الدولي للكتاب تصوير يماني العفاري
لمياء داخل دار النشر في معرض الشارقة الدولي للكتاب تصوير يماني العفاري

من بين أمواج الخليج الفيروزية، وسماء الإمارات الزرقاء، وُلدت المجموعة القصصية الأولى للكاتبة الإماراتية، لمياء الصيقل، تحت عنوان «لمياء والبحر»، والتي حرصت على طرحها على القراء خلال الدورة الـ 44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، في أول إصدار للدار التي أسستها حديثاً «دار لمياء للنشر والتوزيع».

تقول لمياء عن المجموعة المؤلفة من ثلاثة أجزاء: إنها مستلهمة من تجاربها الذاتية مع البيئة البحرية، فأحداثها تدور حول أبيها وعمها والنوخذة «بو صلاح»، وتحاكي في قالب قصصي حياة الإماراتيين في فترات سابقة.
وأسست لمياء أول فريق نسائي إماراتي متخصص في صيد الأسماك: فريق «الناموس» عام 2017، ويضم ست سيدات إماراتيات، وله مشاركات في بطولات محلية وعالمية، وحقق عدة ألقاب في مسابقات مثل صيد الكعند والسكل.
وتؤكد لمياء أن تشكيل الفريق ساعدها كثيراً في كتابة مجموعتها القصصية، موضحةً أن البحر بما يوفره من آفاق مفتوحة، وصفاء ذهني يفتح آفاق الخيال، ويغذي القريحة بالأفكار المبدعة.

وتوضح أنها شرعت في كتابة السلسلة منذ نحو عامين، قبل أن ترى النور هذا العام في المعرض، موضحةً أن شخصية «لمياء» تستمد ملامحها من ذاكرتها الطفولية في أبوظبي، حيث ارتبطت بالبحر، ورحلات الصيد التي رافقت فيها والدها وعمّها، قبل أن تؤسس فريق الناموس النسائي.
وتقول إن الخبرة التي اكتسبتها خلال سنوات من ارتباطها بالبحر والصيد، كانت الدافع وراء تأسيس الفريق النسائي، وطرح الرواية لاحقاً، فكلاهما يرتبط بالآخر، مؤكدةً أنها تتمنى أن تنجح المجموعة القصصية في نقل تجربتها للأجيال القادمة بطريقة محبّبة، تشجع الأطفال على معرفة البحر، وتقدير قيمته التراثية والبيئية، والتعرّف إلى الكائنات البحرية وأساليب المحافظة عليها.
وتشجع الرواية النساء أيضاً على خوض غمار البحر، لكونه مجالاً تراثياً وثيق الصلة بالإمارات، وتقول لمياء: «نحن أهل البحر، تربّينا على رؤية ذوينا يذهبون للصيد، وكانت بدايتي مع أسرتي، حيث كنا نساعدهم، وكبر الشغف معي شيئاً فشيئاً، فبدأت أقرأ وأسأل، حتى أصبحت هذه المعرفة جزءاً من حياتي.

وتستعيد لمياء ذكرياتها التي سجلتها المجموعة القصصية، قائلةً: «هناك مشهد لا يزال عالقاً في ذاكرتي، إذ عاد والدي– رحمه الله – إلى المنزل حاملاً سمكة كبيرة، ونادى شقيقتها ليقارن طول السمكة بطولها، وهو المشهد ذاته الذي جرى تجسيده على غلاف القصة»..
وتؤكد أن مشاركتها بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، تثري أفكارها من خلال الملتقيات والفعاليات التي يتضمنها، وتشمل لقاءات مباشرة مع الأدباء من مختلف بلاد العالم، الأمر الذي يسهم في خلق شبكة من العلاقات، والتواصل والانفتاح على مختلف الثقافات.
كما تشيد بما يزخر به المعرض من جلسات نقاشية، وورش وحلقات شعرية وفنية وعروض ثقافية، ما يتيح فرصة نوعية للقاء الجمهور، خصوصاً الأطفال، والتعرّف إلى اهتماماتهم وطباعهم، والالتقاء بناشرين من الإمارات والعالم، وكذلك ممثلي الجهات الحكومية.

وتؤكد لمياء أن إصدارها حظي بدعم من وزارة الثقافة، ممثلة بالبرنامج الوطني للمنح الثقافية والإبداع، الذي لا يألون جهداً في الوقوف إلى جانب الكتاب الناشئين، مشيرة إلى أن السلسلة تتضمن العديد من المصطلحات المحلية الخاصة بأهل البحر، باعتباره كان جزءاً محورياً من حياة الإماراتيين، ومصدراً للقيم كالصبر والتحمّل، إلى جانب كونه مصدر رزق للعديد من الأسر في الماضي.

وإلى جانب تجربتها في القصصية الأولى، وتجربتها الواسعة في الصيد، تتمتع لمياء بحضور ثقافي لافت، فهي شاعرة متخرّجة في أكاديمية الشعر، ومقدمة فعاليات وبرامج تلفزيونية، وصانعة محتوى، ولها ديوان شعري بعنوان «لجام السعدة»، يعكس جانباً من إبداعها الأدبي والشعري.
كما تشارك في تنظيم وتقديم العديد من الفعاليات والبرامج، ما يجعل حضورها مؤثراً ومتعدّد الأبعاد.