«السدو» هوية بصرية تنطق بالتراث في «آيكوم دبي 2025»

من بين خيوط الصحراء الإماراتية، خرجت حكاية تمتزج فيها الأصالة بالحداثة، لتشكل هوية المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، الذي عُقد في دبي؛ فقد استلهم المؤتمر حرفة السدو، الفن البدوي العريق في النسيج، لتكون المصدر الإبداعي لتصميم شعاره وعناصره البصرية، في تعبير رمزي عن التوازن بين التراث والابتكار الذي تمثله دبي.

وبأنماطها الهندسية المتناغمة وخطوطها الأفقية الدقيقة، تجسد هوية المؤتمر روح السدو كونه فناً بصرياً متجذراً في الذاكرة الإماراتية، فهي ليست مجرد زخارف، بل رموز تعبر عن الاستمرارية والتجدد، وعن قدرة المجتمع الإماراتي على صون موروثه الثقافي، في حين يخطو بثقة نحو المستقبل.

في المجتمعات البدوية كان النساء يجتمعن حول «المنسج الأرضي» يتبادلن الأحاديث والأهازيج، في حين تتحول خيوط السدو إلى لوحات منسوجة بعناية ودقة.

ألوان السدو الزاهية من الأحمر القاني إلى الأسود والأبيض والبيج كلها تعكس ألوان الصحراء والخليج، وتحمل رمزية الحياة في بيئة قاسية أبدعت فيها المرأة الإماراتية فناً يجمع الجمال والمنفعة.
ولأهميته الثقافية أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) عام 2011 السدو ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي.

رمز بصري

وتحول السدو من موروث بدوي بسيط إلى رمز بصري عالمي، يجسد فلسفة دبي التي تنسج مستقبلها بخيوط من تراثها، فكل غرزة من السدو ليست شكلاً هندسياً فقط، بل رسالة من المرأة الإماراتية للعالم بأن الإبداع يبدأ من الجذور، وأن الهوية الثقافية يمكن أن تكون أجمل ما يزين مشهد الحداثة.

ابتكار وإبداع

وتولي هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» اهتماماً خاصاً بحرف التراث الإماراتي، وتعمل من خلال مبادراتها وورشها التراثية على نقل مهارات السدو إلى الأجيال الجديدة، في مواقع مثل حي الفهيدي التاريخي، حيث يمكن للزائر أن يرى كيف تُبعث الحرفة من جديد بروح معاصرة.