تنطوي رواية «لسعة النحل» من تأليف الروائي الإيرلندي، بول موراي، على دراما عائلية يجري سرد تفاصيلها من وجهات نظر متعددة لأسرة من أربعة أفراد يصارعون وسط أزمة مالية ووجودية، وتتكشف تباعاً على امتداد صفحاتها الـ 656، الخبايا والأسرار والخداع الذاتي الذي يعيشه أفرادها، والتي كان لها الأثر العميق في وضعهم المتأزم.
خدمة عابرة
الرواية أدرجت على القائمة القصيرة لجائزة البوكر الأدبية لعام 2023، ووُصفت بـ«المضحكة والمفجعة والملحمية والصادقة للغاية». وكتب موقع الجائزة في موجز عنها الآتي: «بقعة جليد على الطريق، وخدمة عابرة لغريب فتّان، ونحلة عالقة في طرحة عروس، هل يمكن للحظة من الحظ العاثر أن تغير مجرى الحياة؟».
أحداث
تدور أحداث الرواية في بلدة بإيرلندا المعاصرة، حيث نتعرف على أسرة بارنز التي تمر بورطة مالية. الأب ديكي يهرب إلى الغابة بعد انهيار تجارة السيارات المربحة عام 2008، حيث يعمل لساعات طويلة على مشروع ملجأ في استعداد للتنبؤات بنهاية العالم، وزوجته إيميلدا الغاضبة تبيع ممتلكاتهم على موقع «آي باي»، فيما ابنتهما كاس الأولى في صفها تتصرف بلامبالاة وهي خائفة على مستقبلها، وابنهما بي جيه البالغ 12 عاماً الواقع تحت الديون يخطط للهروب. ونرى الحياة بعيون كل فرد خلال موجة من الفيضانات والجفاف وكارثة بيئية تزداد سوءاً بموازاة انهيار الأسرة مع مواصلة الوالدين التنكر لحياتهما السابقة وضياع واضطراب ولديهما المراهقين.
شخصيات
قال موراي في مقابلة مقتبساً من الروائي وليم فولكنر «الماضي لا يموت أبداً»، بيد أنه كان يرغب في الكتابة عن الحاضر بكل أهواله بما في ذلك التغير المناخي.
ويرسم الكاتب شخصيات الرواية كما الحياة تماماً، يتحلون بلحظات من الحب والكرم برغم عيوبهم ومشاكلهم، وهو يرصد تحولهم عبر توظيف طريقة دائرية لسرد القصص على لسان كل فرد، حيث يظهر التحول بعضه مضحك وبعضه الآخر مأساوي. فتعرفنا الرواية بداية على طباع الزوجة إيميلدا الحادة ونزعتها مادية، وحين ترفع الستار عن حياتها وظروف زواجها ومصاعب طفولتها، ويبدو أن الخداع الذاتي الذي تعيشه ذو طابع إنساني تماماً. وعلى هذا المنوال، يغوص الكاتب في عوالم الشخصيات لإحيائها بمنظور جديد.
اهتمام
وما لفت النقاد في الرواية أيضاً اهتمامها بحياة المراهقين والصداقة، ورصدها العلاقات الأسرية، علاقة الأب بالابن، وتنافس الأخوة، والحزن، والتدمير الذاتي، والإنكار، كما الذاتية التي تؤدي إلى ضلال الناس، كل ذلك بالتوازي مع إبداع لحظات مضحكة. وصفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية الرواية بـ «العمل القصصي العظيم، حاد الذكاء ثاقب الفكر، لكنه كبير القلب».