عوالم كتاب

«هي.. هكذا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال عبد الحميد الكاتب: «الفكر بحر لؤلؤه الحكمة»، والتفكير هو محور العملية التعليمية. كتاب «هي.. هكذا» يمسك بيد الشباب فيقرّب مناهل الفكر منهم باستعراض 30 سُنّة إلهية في الأنفس والمجتمعات وتوجيهها.

يبدأ د. عبد الكريم بكار بعد تمهيده بعنوانه الأول «الإنسان... حب غير محدود للمال»؛ يوضح كيف أن شدة حب المال يجعله هدفاً يوصي بالتوازن فيها بالصدقات والمعرفة؛ لينتقل إلى «تعارض المبادئ والمصالح معقد ابتلاء» يوصي فيه بالثبات على الطريق الصحيح، وفي «الإنسان كائن مستهلك» يوسّع مفهوم الاستهلاك إلى الأفكار والأساليب والكلام ويناقشها.

أما في السنّة الرابعة فيناقش القوة؛ لينتقل بعدها إلى النقد وإسراف الناس فيه وتوجيهه، وفي «الاختيار.. ينطوي دائماً على مخاطر الانقسام»؛ يوضح أهمية الاختيار بوعي حقيقي؛ ليتابع أكثر في التهميش ومخاطره. أما في السُنّة الثامنة يوضح حقيقة اجتماع الرغبات المتناقضة لدى الإنسان مؤكداً أهمية فقه الأولويات، وفي «رفاهية الروح رهن بالتطوع» يوسّع مفهوم الرفاهية لترقى بصاحبها للإحسان.

وفي السُنّة العاشرة يؤكد حقيقة أثر طموح كل فرد بما يلحّ عليه ويشغله، ويتابع بعده بتأكيد أهمية تقوية الداخل ليتصدى لأي عوامل خارجية مؤثرة؛ ليكمل إلى «فهم الماضي شرط لفهم الحاضر».

وفي «ضعف الإنسان في قوته» يوصي بتقوية الوازع الداخلي عن التسلط؛ ليتابع أن «شدة الحاجة مع شدة الجهل تجعل صاحبهما موضعاً للاستغلال» و«إرادات الناس.. محور الفروقات بينهم»، وكيف أن «الإنسان ابن تربيته»؛ ويتابع أكثر في توضيح أثر التفكير الجمعي وانعكاسه على الفرد.

وفي «الضخامة تبعث على الحذر» يوضح حقيقة تلازم الحذر مع أي شيء تضخم؛ لينتقل إلى «لكل شيء طاقة على التحمل»، ويعرّج بعدها إلى «ثقافة السلعة تهزم ثقافة الروح» يوصي بالحذر من الإسراف فيها مؤكداً تلازم الازدهار بالاستقرار، و«المتعة بلا تكاليف موصولة بالتدهور».

وفي «العواطف ميّالة إلى التطرف» يوصي بالاعتدال؛ ليكمل في «كلما تقدم العلم.. ازداد حجم ما نجهله»، و«الوعي بالذات.. فرع عن الوعي الآخر»، و«لكل مجال طبيعته الخاصة»، وفي «أنت لا تستطيع.. أن تجمع بين كل الخيارات» يوصي بفقه الطرق المسدودة، ويتابع بحقيقة أن «المكان يصنع المشاعر»؛ ليختم بتأثير المجتمع على سقف المستوى الحضاري للأفراد الذين يعيشون فيه.

يستند الكتاب على الكتاب والسنة في تأصيل السنن التي استخلصها بلغة تعليمية تطبيقية عميقة يمهد الطريق للشباب المتطلع إلى التفكير والفكر وتطوير النفس أكثر.

 

Email