«رواية ما بعد الحداثة».. تناص ومغامرة التجريب ونظم فكرية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يرصد كتاب «رواية ما بعد الحداثة: التناص، التجاور، ومغامرة التجريب» للناقد السوري عزت عمر، جملة المراحل التي مرت بها الرواية في عالمنا العربي، إذ يوزع الكاتب فصول دراسته الصادرة عن دار «الغد»، على 3 موضوعات رئيسية، حيث يسلط الضوء في الفصل الأول: عنوان «السرد وبناء السياق الثقافي»، على الأهمية التي يحظى بها السرد منذ القدم، ومراحل تطور السرد العربي، ويتطرق إلى الشعر والنثر وولادة الرواية العربية، ونشأة الرواية العربية الحديثة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

"ريادة"

ويبحث عمر في فصل دراسته الثاني المعنون «ريادة مبكرة لرواية ما بعد الحداثة»، في نتاج الأديب السوري وليد إخلاصي الذي برز في بداية الستينيات من القرن العشرين، مستعرضاً مضمون روايته «شتاء البحر اليابس»، حيث يصفها بأنها رواية جديرة بأن تسمى «رواية ما بعد الحداثة» وذلك بفضل جملة التقنيات التي وظفها الكاتب فيها بأسلوب متقن وشيق.

ويشير الكتاب أيضاً إلى رواية «ذات» للكاتب المصري صنع الله إبراهيم، الذي وصفه عزت عمر بالحر والجسور والمقدام.

وأنهى عزت عمر الفصل الثاني من الكتاب بالحديث عن إبراهيم أصلان أحد أبرز رموز جيل الستينيات في مصر، وأشار بشكل خاص إلى روايته «مالك الحزين»، التي استغرقت 9 أعوام.

آليات ومضمون

جاء الفصل الثالث من الكتاب بعنوان «ما بعد الحداثة كنظام تفكير»، وفيه تحدث المؤلف عن الروائي السوري المعاصر خليل الرز، شارحاً كيف أنه قدم فناً راقياً في قالب روائي عاين فيه الأزمة السورية عبر ما اجترحه من أحداث وشخوص في روايته «البدل»، كما استعرض مضمون وسمات إبداع المفكر اليمني المقيم في الإمارات الدكتور عمر عبد العزيز، مبيناً قيمة ما قدمه مؤخراً من روايات وأهمها «الحموي» و«النسيان».

كما يضيء الفصل الثالث من الكتاب، على ماهيات إبداع الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، والتي كتبت رواية «آخر نساء لنجه» و«خرجنا من ضلع جبل» ومن ثم عززت اسمها برواية ثالثة «قوس الرمل»، وهنا يؤكد عمر أن الكاتبة تشق طريقها بثبات نحو استكمال مشروعها الروائي بعد أن بدأت كتابتها تأخذ المكانة التي تستحقها في حقل الرواية العربية، وكذا عقب أن تشير أعمالها إلى نظام تفكيرها المتقدم وخبرتها السردية والإبداعية.

وينتقل عزت عمر بعد ذلك إلى مناقشة جملة أعمال أخرى، ومن بينها رواية «موت صغير» للكاتب السعودي محمد حسن علوان، مبيناً أنها حافلة بالكثير من التفاصيل الحياتية والشخصيات التاريخية. كذلك تضيء دراسة المؤلف بإسهاب، على سمات : رواية «رب صدفة» للكاتب حبيب عبد الرب سروري، ورواية «سيدات القمر» للكاتبة العُمانية جوخة الحارثي، ورواية «جبل الزمرد - الحكاية الناقصة من كتاب الليالي» للكاتبة المصرية منصورة عز الدين..وغير ذلك الكثير.

ويتضمن الكتاب أيضاً، دراسة عن أعمال كل من: أمير تاج السر وسنان أنطون وسعود السنعوسي ومحمد حسن وزياد عبد الله وإسلام أبو شكير وأحمد زين وواسيني الأعرج وإبراهيم المصري.

ويختم عزت عمر كتابه بالحديث عن الأديب أحمد فخراني، ويسلط الضوء على روايته «بياصة الشوام»، موضحاً أنها تنطوي على نص ما بعد حداثي شائق تدور أحداثه في مكان منضغط وزمان دائري رمزي يديره سارد خبير.

Email