«خطأ جسيم» أفضل رواية أمريكية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في زمن تقهقر الرواية الأمريكية العظيمة، يأتي بريطاني اسمه جوناثان لي، ليفوز بلقب صاحب أفضل رواية أمريكية للعام، عن «خطأ جسيم»، كعمل استثنائي الذكاء والأسلوب، مكتوب بلغة جميلة، ومليئة بالحكم على نحو هزلي. أما بطل الرواية المبجل والجريح، أندرو هاسويل غرين، فسيعيش، بحسب موقع «غارديان»، طويلاً في ذهن قرائه.

وتعاين رواية «خطأ جسيم»، قصة الأمريكي العظيم أندرو هاسويل غرين، من خلال عدسة موته، إذ يعيد تخيل مسيرة حياة عملاق القرن التاسع عشر النييوركي، وهو الأحق بلقب أب نيويورك الحديثة، علماً أنه مؤسس المكتبة العامة في نيويورك، ومتحف المتروبوليتان للفنون، والأهم من ذلك، سنترال بارك.

وتتغلغل في تاريخ الأدب الأمريكي، حتى لتدهش بأن مؤلفها من مقاطعة سرّي البريطانية. كما تلاحظ لمحات من فيتزجيرالد، التي تتجلى في أكثر من التماهي مع عنوان «غاتسبي العظيم». وتقرأ بعضاً من همينغهواي في غنائية مفعمة بالنثر، وبعضاً من شيروود أندرسون وشتاينبيك في اللوحات الجميلة من الريف الأمريكي، إلى هنري جيمس، إضافة لعدد من المؤلفين الأقل شهرةً، الذين اتخذوا من نيويورك مطلع القرن وفائض الرأسمالية المباركة موضوعاً لأعمالهم.

ويفتتح لي روايته بموت غرين، الذي قتل بعمر الـ 83 على درج منزله في بارك أفنيو، برصاص كورنيليوس ويليامز. وتمضي الحبكة الروائية في رصد الروابط بين اللحظة الدموية الحاضرة، وماضي غرين، في مسعى لاكتشاف السبب الكامن لدى القاتل منعدم الدوافع.

ويحظى لي بمتعة كبيرة، في التعامل مع أعراف أدب الغموض مع العناصر الإجرائية للشرطة، وغرابة نيويورك في ذلك الوقت. وعلى خلفية الحبكة، تبرز موضوعات جدية ومعاصرة، فقاتل أندرو من أصحاب البشرة السوداء، وسبق أن عمل لمدة عام في مستعمرة في ترينيداد، فهل يمكن لإقدامه على الجريمة، علاقة بماضيه الاستعبادي؟

Email