جمال بن حويرب: كتابة تاريخ الدولة يحفظه من الضياع والتشويه

مركز جمال بن حويرب للدراسات ينظم «وقفات في تاريخ الإمارات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المستشار والمؤرخ جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ورئيس مركز جمال بن حويرب للدراسات، أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت بفضل قيادتها الرشيدة دولة مهمة إقليمياً ودولياً، ويشار إليها بالبنان على الصعد كافة، ومن حق مواطنيها والمقيمين فيها أن يعرفوا تاريخها القريب والبعيد، وكل مفاصل تطورها ونموها، وهذا لن يتأتى إلا من خلال كتابة تاريخها وتوثيقه من قبل مؤرخين موثوقين ومحترفين.

جاء ذلك في أول أمسية رمضانية أقامها المركز مساء الأحد الماضي بعنوان «وقفات في تاريخ الإمارات»، شهدها لفيف من المثقفين والأدباء وأساتذة الجامعات والإعلاميين، غصت فيهم قاعة المركز، يتقدمهم الأستاذ عبدالحميد أحمد، رئيس تحرير صحيفة جلف نيوز، د. فاطمة الصايغ، د. معتز عثمان، د. غانم السامرائي، الخبير التراثي رشاد بوخش، د. شهاب غانم، والخبير التراثي راشد بن هاشم، والأديب محمد صالح بداه، وغيرهم، وأدراها الشاعر والإعلامي حسين درويش، حيث عَرف بالمحاضر قائلاً إنه باحث وشاعر وإعلامي وله اهتمامات واسعة في البحث والتأليف ويقدم برنامجاً تلفزيونياً ناجحاً على قناة دبي بعنوان «الراوي».

وقال بن حويرب في محاضرته: إن الدولة عندما قامت قبل أكثر من خمسة عقود، كان عدد سكانها قليلاً، واليوم يزيد عددهم على عشرة ملايين نسمة، ما يعني أن الدولة تشهد نمواً هائلاً في المجالات شتى. ومن حق المواطن والمقيم أن يعرف تاريخ هذه الدولة، حيث أكملت الإمارات 51 سنة من العمر، لكن تاريخها يعود إلى مئات بل آلاف السنين، وجيل المستقبل يتطلع إلى معرفة تاريخ دولته، وكذلك المقيم من حقه أن يعرف تاريخ الدولة التي يعيش فيها.

وأكد بن حويرب أن الإمارات أصبحت دولة محورية ومهمة إقليمياً ودولياً بفضل قيادتها الرشيدة، لذا من حق مواطنيها والمقيمين على أرضها معرفة كيف تمكنت هذه الدولة خلال الفترة الزمنية القصيرة الماضية من تبوؤ هذه المكانة الرفيعة بين الدول.

علوم التاريخ

وتابع المحاضر: إن تطور الدول يكمن في علوم التاريخ والاجتماع، ولو نظرنا إلى دولة أمريكا العظمى لوجدنا أنها قامت على علماء التاريخ والاجتماع والفلسفة. ودولتنا بحاجة اليوم إلى تخريج مؤرخين مؤهلين وخبراء اجتماع وفلسفة.

وأشار بن حويرب إلى ندرة الكراسي البحثية، وهذا يتطلب من التجار والقطاع الخاص المساهمة في كتابة وحفظ تاريخ دولتهم من خلال تخصيص كراسٍ بحثية للتاريخ والاجتماع في الجامعات لزيادة الأبحاث العلمية وتشجيع الطلبة على دراسة التاريخ وعلم الاجتماع.

وأضاف بن حويرب: إن الكتب التاريخية القديمة أو الجديدة لا تجد تشجيعاً لطباعتها مرة أخرى وتوزيعها بصورة واسعة على الباحثين والمهتمين، وضرب المحاضر مثلاً على كتاب «زايد بن سلطان أمير أبوظبي ومستقبل الخليج العربي» للدكتور أمين شاكر قائلاً: إن هذا الكتاب من أهم ما كتب عن القائد المؤسس قبل قيام الدولة، لكن لا يوجد منه سوى نسخ قليلة جداً، لذا لم يطلع عليه كثير من الباحثين والمهتمين.

وأشار أيضاً إلى رسائل الماجستير والدكتوراه والدراسات الأكاديمية، التي ينبغي أن تطبع وتوزع للاستفادة منها.

النشر العلمي

 وأردف المحاضر: هناك 671 عنواناً في مكتبة دبي العامة عن دولة الإمارات، لكن معظمها ليس في تاريخ الدولة وإنما في الأدب والتراث والمنوعات وأشياء أخرى. أما في محرك البحث «غوغل» فهناك 59 ألفاً و300 موضوع لكن معظمها لا يتحدث عن التاريخ الحقيقي للدولة، وكثير منها يتمحور حول إشاعات وأخبار مضللة.

وقال المحاضر: إن البرامج التلفزيونية التاريخية منها قليلة جداً ومعظمها يقدمه هواة غير متخصصين لذا فإنها تأتي ضعيفة وتقدم معلومات مضللة عن تاريخ الدولة. ونحتاج هنا إلى برامج جادة وقوية وعلمية صحيحة يقدمها علماء تاريخ مؤهلين ومتخصصين.

وأكد بن حويرب أن هناك محاضرات تاريخية تقدم في الجامعات والمراكز المتخصصة، لكن الفائدة منها آنية لأنها لم تسجل أو تفهرس وتحفظ. ثم أتى بالذكر على حسابات التواصل الاجتماعي، ومواقع الإنترنت ودورها المهم في التوعية والتطور، لكن ما تقدمه هذه الحسابات والمواقع عن دولة الإمارات نادر وشحيح وغالباً ما تشوبه معلومات غير صحيحة.

ونوه بضرورة حفظ الوثائق والمبايعات الموجودة لدى الأفراد، مطالباً أن تنقل إلى مراكز الوثائق من أجل حفظها وتقديمها للباحثين والمهتمين، قائلا: نحتاج إلى وقفة جماعية لنحقق النتائج المرجوة لدولتنا الرائدة.

Email