«آرت دبي».. نافذة تطل على فنون العالم

اختتم أخيراً، معرض «آرت دبي»، في نسخته الأقوى حتى الآن بمشاركة 130 صالة عرض من 40 دولة، ليؤكد المعرض مجدداً موقع المدينة كبوابة عالمية للفنون، وأهمية المعرض للمبدعين من أجزاء مختلفة من العالم وللعالم الفني عموماً.

يصف تقرير نشرته صحيفة «ذا هندو» الهندية معرض «آرت دبي» بأنه أهم معرض فني في غرب آسيا هذا العام، صانعاً لنفسه نافذة تطل على بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا، وما يؤكد حاجة صناعة الفن إلى مثل تلك النافذة، حسبما يفيد التقرير، هو وجود فنانين من الجنوب العالمي في الصدارة يشكلون عادة 4 % فقط من معارض الغرب.

بوابة للفنون

وينقل التقرير عن المدير الفني لـ«آرت دبي»، بابلو ديل فال، سروره بأن دبي بسكانها متعددي الجنسيات والأعراق أصبحت اليوم بمثابة «بوابة» لمناطق مختلفة من العالم، وأنها تزدهر وتعرض فنوناً من السعودية وإيران ولبنان والأردن وباكستان والهند وتركيا والفلبين وكوريا وكينيا وزيمبابواي والأرجنتين وأجزاء مختلفة من أوروبا تحت سقف واحد، مشيراً إلى تطوره وأنه مختلف عن «آرت بازل» هونغ كونغ و«آرت اس جي» سنغافورة.

يوضح ديل فال هذا التطور قائلاً: لا يشكل «آرت دبي» معرضاً ينظر في وضع الغرب في سياقه نحو الشرق، بل ما يحدث هو نمو المدينة بطريقة أكثر منطقية وعضوية، مضيفاً: دبي مكانٌ يقوم فيه هواة جمع الفنون بالبناء مستفيدين من المراجع الصحيحة في الإمارة. إذ بإمكانهم الذهاب إلى «مركز جميل للفنون» أو «تشكيل» من بين العديد من الأماكن الأخرى، أو مشاهدة معرض على مستوى عالمي في مؤسسة أو جهة في المدينة، كذلك هناك مؤسسات وبرامج غير ربحية وصناديق ومنح ومتاحف تسمح للبلاد ليس فقط باستيراد الأعمال الفنية بل أيضاً إنتاجها، مؤكداً أن «دبي الآن مركز يعيش فيه الفنانون وينتجون».

ويلفت التقرير إلى أن المبيعات هذا العام كانت أقوى بكثير من المعارض السابقة، ومن بينها بيع إحدى الغاليريهات تمثالين للفنانة الأردنية الراحلة منى السعودي بمبالغ تراوحت بين 120 إلى 350 ألف دولار، وعمل للفنانة الإماراتية شيخة المزروع مقابل 38 ألف دولار.

الصراع والمعاصر

وينقل التقرير عن جامع التحف الفنية المقيم في دبي، عامر مكي، والذي يجمع أعمالاً فنية سورية ولبنانية وفلسطينية قوله إنه معجب بكيفية تطور المعرض: «أجد فناً من أجزاء أخرى من العالم، ونحن نحتاج إلى رؤية هذا الفن ودعمه»، كذلك عن جامعة الأعمال الفنية من بنغلاديش، نادية سمداني، وهي راعية قمة دكا الفنية التي نالت استحسان النقاد، قولها إنها استمتعت حقاً بنسخة عام 2023 و«إن المعرض مهم للمنطقة والجمهور من جميع أنحاء العالم»، وأنها أحبت هذا العام بشكل خاص قسم «البوابة».

فنون رقمية

وعن القسم الرقمي للمعرض الذي قامت بتنسيق أعماله السنغافورية كلارا تشي وي بيه، لفت الموقع إلى أن العرض كان أقوى وأكثر تأكيداً بالمقارنة بالعام الماضي، مع وفرة من الأعمال بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي تضمنت الفن الذي يستخدم الخوارزميات لإنشاء المحتوى في الوقت الفعلي.

وقدمت صالة إماراتية ستة أعمال من سلسلة «مودرن جنسيس» للمخرج جيسون سيف، حيث عمل الفنان الكوبي السوري على سجادة ناحتاً ومحركاً كل جزء من التصميم الموجود ثلاثي الأبعاد، وبيعت القطع بسعر الواحدة 2500 دولار، كما تم بيع رموز غير قابلة للاستبدال لـ«تايلر هوبز» بمبلغ 4 ملايين دولار، فضلاً عن إقامة دار «كريستي» أول قمة للفنون ـ التكنولوجيا في دبي.

وينقل في الختام عن ديل فال قوله: في دبي يجد المرء فناً لن يجده في أي مكان آخر.