«صيرة خورفكان» محمية أثرية ترسخ مكانتها التاريخية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد جزيرة «صيرة خورفكان» في الشارقة منعرجاً تاريخياً بعد أن اعتمدها، أخيراً، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، محمية أثرية، في خطوة تدل على مكانة الجزيرة في المنطقة منذ القدم وتزيد من قيمتها التاريخية والأثرية.

استناداً للمسوحات الأولية لهيئة الشارقة للآثار في الجزيرة كاملة ودراسة ملتقياتها الأثرية، تركز الاستيطان البشري في الجزيرة على طول الجهة الغربية منها، وهي الجهة المطلة على مدينة خورفكان التاريخية، حيث تنتشر الفخاريات على هذه المساحة بشكل كبير مع امتداد الساحل من الشمال إلى الجنوب، بالإضافة إلى ذلك وجود مبان سكنية ومصاطب زراعية ومدافن، إضافة إلى منطقة مراقبة في أعلى الجبل، ومبنى مهم مربع الشكل يطل على الساحل مباشرة ذي عتبات حجرية تتجه نحو البحر، وبالقرب من سفح الجبل توجد منشآت أخرى ذات أشكال مختلفة يمكن أن تكون قد استخدمت كمخازن، وإلى جانب الساحل، يمكن مشاهدة الأصداف التي تم جمعها واستعمالها كطعام بشكل كبير.

مراحل

وقسمت «هيئة الآثار» فترة الاستيطان الرئيسية إلى مرحلتين أساسيتين، تعود الأولى إلى ما بين القرن الثالث عشر الميلادي حتى القرن السادس عشر الميلادي، في حين الثانية جاءت ما بين القرن الثامن عشر الميلادي والتاسع عشر الميلادي، كما خلت الجزيرة من فخاريات أو مواد مثل خزف السيلادون والبورسلين العائد إلى القرن السابع عشر الميلادي.

ومن أبرز اللقى الأثرية في الجزيرة الدالة على الفترات التاريخية، هو فخار يعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي وسيلادون ينتمي إلى القرن الرابع عشر حتى القرن السادس عشر الميلادي، كما تم العثور على فخاريات تعود إلى القرن السادس عشر مستوردة من جنوب الصين، وأخرى متنوعة تعود بفترتها إلى القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر الميلادي، واكتشف أيضاً جزء من قاعدة حوض حجري مرممة قديماً بقطعة نحاسية.

قيمة

وأوضحت مسوحات الهيئة أن للجزيرة قيمة تاريخية، إذ تعد من الجزر المهمة من الناحية الأثرية، حيث إن موقعها المطل على مدخل خورفكان من الجهة الشرقية جعل منها جزيرة منيعة لمراقبة الحركة البحرية على بحر عمان، خصوصاً أنها تتكون من مرتفعات حجر الجابرو التي يصل ارتفاعها إلى 87 متراً تقريباً، أما الدراسات الجيولوجية فقد بينت تشكل تكوينات الأفيوليت في الجزيرة نتيجة من الدفع الزائد على القشرة القارية خلال العصر الطباشري العلوي، ممثلة بذلك شريحة من الغلاف الصخري المحيطي، كما امتازت الجزيرة بساحل يقع في الجهة الغربية منها، وهو عبارة عن ساحل رملي يبلغ أقصى اتساع له 35 متراً تقريباً، ويستمر امتداده باتجاه شمال جنوب الجزيرة، وعلى ما يبدو هذا ما جعلها محل استقطاب للاستيطان البشري وشاهدة على حركات التجارة والاستيراد في المنطقة.

Email