أرصفة

العمالقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أن أدركنا معنى الحياة وحركتها الديناميكية ونحن جيل تعرف على عمالقة في الفن والأدب والحياة، وحتى هذه اللحظة فإن القامة الكبيرة بعد رحيلها تبقى كبيرة في فنها وإبداعها، سواء كانت حية أو ميتة، فليس سهلاً أن تكون قد اعتلت عرش الفن واستقرت به سنين طوالاً، إلى جانب أن فنونها لا تزال حية.

بعضهم يولدون هكذا لا نسخة أخرى لهم.

وديع الصافي مثلاً، ظل صوته شاباً وحيوياً ونشطاً، وقد تجاوز عقده الثامن، وإن تذكر مواصفات صوته فلا شبيه له، فقد خلقه الله هكذا: نسخة واحدة لا تتكرر.

أم كلثوم.. الصورة الأخرى «لعملقة» الإبداع، ظلت متربعة على عرش الغناء العربي عقوداً من الزمن ورحلت، وظل إبداعها حياً نذكره كل يوم، بل إن محطات التلفاز والإذاعات تبث أغانيها يومياً.

عبد الوهاب، عملاق آخر في عالم الفن والغناء، وظل شاباً في ألحانه وأدائه، وهو ابن التسعين.

فريد الأطرش مع ألحانه الشرقية البحتة ومواويله وصوته الحزين وأنغامه الرومانسية، ظل حياً مثل الآخرين، وظل إبداعه معنا نذكره في كل ساعة.

وردة.. فايزة أحمد.. سعاد محمد، نجاة، ناظم الغزالي، محمد القبنجي، عبد المطلب، حضيري أبوعزيز، محمد قنديل، محمد رشدي، محرم فؤاد، محمد الموجي، صباح، شادية، أحمد رامي، هدى سلطان، السنباطي، فايدة كامل، كمال الطويل، سيد مكاوي، وغيرهم. كل هؤلاء كانوا عمالقة في إبداعهم وأصواتهم المتميزة والمكتملة وألحانهم المتميزة، وقد ظلت أغانيهم معنا.. وستبقى حتى في غد أو بعد غد.

أما عبد الحليم حافظ، فقامة وصوت لم يخلق سبحانه وتعالى نسخة مشابهة لهما، ولا لأدائه وحضوره، فرغم مرور عشرات السنين على رحيله ظل حياً بين المطربين وتحقق أغانيه مبيعات قياسية سنوياً، منافساً بهذا الكثير من الفنانين الشباب الذين يحاولون أن يسجلوا أسماءهم في سجل المبدعين العمالقة.

هذه لمحة عن عمالقة الطرب. لكن عمالقة الفكر والأدب لهم أيضاً خلود.. فمنهم قامات ظلت تعيش بأفكارها وآدابها إلى اليوم، رغم رحيلها الدنيوي.

عبد الإله عبد القادر

 

Email