أرصفة

واثق السامرائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرقد هذه الأيام في واحدة من مستشفيات ألمانيا رائد المسرح الفنان واثق السامرائي، وهو في حالة حرجة ولا نملك إلا الدعاء له بالشفاء، فادعوا له بالعودة سالماً إلى أرض الوطن.

وللذين لا يعرفون من هو واثق السامرائي، نقول، إنه في الربع الأول من عام 1963 وصل مهاجراً إلى شواطئ دبي قادماً من البصرة على ظهر إحدى السفن الخشبية (بوم)، هارباً من لهيب الحرب الأهلية التي كانت تشهدها أرض الرافدين إثر انقلاب (8) شباط 1963 الدموي.

وصل واثق دبي يوم 22 أبريل 1963 وما أن بدأ حياته فيها حتى استطاع أن ينتقل بالمسرح في ذلك الزمن نقلة نوعية فنية وفكرية، وظل واثق السامرائي متنقلاً بين دبي والشارقة ينشط المسرح في كلتا الإمارتين، ويتصل بالشيوخ في ذلك الزمان، حكام دبي والشارقة، وينسق معهم في تنظيم وإخراج هذه المسرحيات، وكان منها: من أجل ولدي، سامحيني «التي عرضت تحت رعاية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي يومذاك»، ثم واصل السامرائي نشاطه المسرحي المتطور يومها بين مدينتي دبي والشارقة.

كان من الفنانين الرواد الذين يمارسون العمل المسرحي معه: أحمد صالح الخطيب، أحمد العصيمي، عبد الرحمن الفارس، سالم حمد، بطي بن بشر. إضافة إلى عبد الله بالخير، المغني المشهور، إلا أن مساعد السامرائي الأساسي هو جمعة غريب الذي يعاني هو الآخر من التعب الشديد الذي منعه من مواكبة الأنشطة حتى ولو بالحضور الشكلي.

إن الفترة القصيرة التي عمل فيها واثق السامرائي لا تقاس بعدد السنوات، إنما في الحركة الدؤوبة المستمرة والمتواصلة بين إمارات الدولة، إن ما أنجزه ليس كبيراً بقياساتنا المعاصرة، إنما هو إنجاز بظروف تلك السنوات والحياة الصعبة، ولعلنا في قياس قدرته على التأثير في الشباب ثم في اتصاله مع شيوخ وحكام الإمارات في حينها، لدليل على قدرته على النفاد إلى عمق المجتمع الإماراتي، وأن يحقق محطة مهمة وجديدة، لعلها أولى محطات التطور الفني للدخول إلى المرحلة التالية التي تزامنت مع قيام دولة الاتحاد.

 

 

 

Email