تائية البستكي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعل من أبرز الوثائق وأهمها عند دارسي تاريخ الأدب في الإمارات، هي تائية عبدالرحيم البستكي، الموجودة قبل مرحلة العشرينيات من القرن الماضي، والتي أشار إليها بلال البدور في جريدة «البيان» عام 1999، وأكدتها واعتمدت عليها الباحثة مريم الهاشمي في كتابها الموسوم (تطوّر الحركة الشِّعرية في الإمارات)، والتي تشير إلى أن هذه المخطوطة عُثر عليها لدى صديق الشاعر، وهو ثاني بن أحمد المهيري، أحد أعلام الإمارات السابقين.

هذه التائية تمثل أحد أطوار نمو القصيدة بالإمارات، والرابط الحقيقي بين القديم وحركة الريادة الشعرية التي قادتها كوكبة أعلام، مثل: سالم بن علي العويس وسلطان العويس وخلفان بن مصبح. كل في مرحلته وتجربته. ويقول عبدالرحيم البستكي بمطلع التائية :

«وبعدُ فها قد تمَّ نظم كتابنا

بعاشر ذي القعد وضحوة جمعةِ

بتاريخ عشرٍ فوق عشر وعشرهم

ثلاث مئة بعد ألف وتسعة عشرةِ».

وبهذه الأبيات حدد الشاعر وقت نظم القصيدة وتاريخها، ثم يتحدث عن نسبه وأصله واسمه الذي ورد في متن القصيدة، ثم حدد عدد أبيات القصيدة بمئة بيت:

«وأبياته مئة فلا تكذبونيّ

ومنّوا عليّ بسمح إن رأيتم خطيئة».

طرح عبد الرحيم البستكي في مئويته عدة موضوعات، منها طبيعة وحياة الناس في تلك الفترة، ثم قال، وكعادة شعراء تلك الفترة:

«سأحمد ربي في رَخائي وشدتي

وأشكره حتماً على كل حالتي

وأستغفر الغفار ثمّ أستعيذه

وأثني عليه كل وقت وَساعة

وأشهدُ أن الله لا ربّ غيره

غفورٌ رحيم للذنوب وزلة».

ثم عبر عن الحزن والغضب وخوفه من عقاب الله، وقصص الأنبياء والصحابة والرسل، وذكر الملائكة. وقد أصبحت هذه التائية ليست وثيقة شعرية فحسب، بل غدت دليلاً اجتماعياً لتلك الفترة، وهي الأنسب والأوضح لبدايات القصيدة الفصحى في الإمارات.

 

Email