الجمّالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حي بوسط القاهرة، يُنسب إلى بدر الدين الجمالي الفاطمي، وهو حي قديم يحمل الريادة الإسلامية المصرية وفق المنظور الفاطمي الذي اتسمت به هذه المناطق القديمة من القاهرة، والتي بدأت مع دخول الفاطميين مصر، ومن بعدهم الحكام غير المصريين، مماليك وعثمانيون، وهو مشهور بعمارته الإسلامية ومهنه وحرفه الشعبية التي عرفها المصريون عبر تاريخهم القديم.. والعصور التي تلت.

في هذا الحي أهم مركزين إسلاميين لا يختلف المسلمون حولهما، الأول الجامع الأزهر، المركز العلمي الإسلامي ومنبع فتوى المسلمين، وكذلك مسجد الحسين، وتنتشر على سور هذا المسجد المكتبات التي أثرت الحياة الثقافية والأدبية منذ عقود طويلة، إضافة لكون المسجد مركزاً دينياً مهماً.. وبذلك أصبح لأهالي هذا الحي صلة مباشرة بالاحتفالات الدينية والشعبية.

هذا الحي مشهور عند السياح منذ إنشائه وحتى بعد غد، إذ يزوره الملايين منهم كل يوم عرباً وأجانب ومن ديانات مختلفة وجنسيات متعددة.

خارج بوابتي الفتوح والنصر حيث حدود الجمالية نُفاجأ بأحياء أخرى عرفناها من خلال المسلسلات المصرية، مثل الباطنية، التي تركز عليها المسلسلات كونها مركز تجارة المخدرات، وكذلك فإن روايات نجيب محفوظ رسخت لدينا هذا المفهوم، إضافة إلى حي آخر اسمه الحسينية وهو حي الفتوات والعصابات كما تصوره لنا السينما المصرية وروايات نجيب محفوظ والمفهوم الشعبي المصري.

كذلك نفاجأ بأكبر المدافن في مصر خارج هذه الأسوار. في هذا الحي تجد حارة اليهود التي لا تزال باقية على شاكلة تلك الأيام. وستجد أن اليهود ما زالوا يقطنون هذه البنايات ويعملون باعة في الدكاكين أو المحلات في الأزقة الضيقة التي هي سمة الحي بشكل كامل.

من هذا الحي خرج العديد من الكتاب والفنانين والأساتذة الكبار الذي أثروا ساحاتنا الثقافية والأدبية والفنية. ويفتخر هؤلاء بكونهم من هذا الحي الذي يرتبط بالتاريخ الفاطمي بالدرجة الأولى عند تشكيل دولة الفاطميين، وحتى بعد سقوطها ظل الحي رمزاً لها، بما في ذلك الجامع الأزهر.

 

Email