أرصفة

الأزهر والمسرح

ت + ت - الحجم الطبيعي

علماء الأزهر الشريف هم المرجعية العليا للإسلام الوسطي، وهم أصحاب الفتاوى التي يعتمدها المسلمون في كل بقاع الأرض، كان لهم أدوار تأثير أساسية وإيجابية تجاه المسرح العربي، ندرج منها:

أن أول إشارة عن المسرح في فرنسا نقلت إلى العربية، كتبها الشيخ الأزهري عبد الرحمن الجبرتي في كتابه (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) الواقع في 27-12-1800م. أما أول موضوع مسرحي متكامل باللغة العربية فهو ترجمة (ديوان قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر) للفرنسي ديبنج.

والذي ترجمه الشيخ الأزهري رفاعة الطهطاوي عام 1833م، وعرف بكلمة (سبكتاكل) التي تعني المسرح بالفرنسية، وفي عام 1834 نشر كتابه (تخليص الإبريز في تلخيص باريز) وضمنه مشاهدات عديدة عن المسرح الفرنسي وشروحات لهذه العروض التي حضرها في باريس.

الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر وافق على أن يقام عرض مسرحي في دار الأوبرا تحت رعايته وبحضوره، بشرط أن تكون واردات المسرحية لمساعدة طلبة الأزهر في بلاد الشام، الذين انقطعت عنهم معونة أهلهم بفعل ما تعرضت له البلاد عام 1915م من أحداث دامية، وكان العرض لفرقة جورج أبيض وسلامة حجازي بعنوان (السلطان صلاح الدين ومملكة أورشليم). وهناك مقالة هامة عن المسرح نشرتها مجلة «المقطم» عام 1923 للأزهري بغدادي إبراهيم الأسواني، وكانت رسالة جادة وهامة عن أخلاق أهل المسرح وواجبهم تجاه المجتمع.

وفي عام 1926 قرر يوسف وهبي تمثيل شخصية الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن شيخ الأزهر محمد أبو الفضل الجيزاوي أفتى بتحريم تجسيد شخصية الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) على المسرح، وبروحية تفهم عالٍ وافق يوسف وهبي ومنع الشركة الراعية للمسرحية من إخراجها، لكنه حذر الأزهر في الخصوص، بمقالة له مطولة ومن ما جاء فيها

: (إذا كنتم تريدون منع هذه القصة من الظهور فيجب مخابرة جميع الدول بذلك، إذ ما فائدة عدولي أنا عن تمثيل الدور ما دام سيمثله أجنبي). أما فاطمة رشدي فكتبت مقالة طويلة رداً على فتوى الأزهر بمنع النساء من التمثيل، ونشرت مقالتها في الصحف ولم تمس فاطمة بأي أذى.

 

Email