أرصفة

آثار ومتاحف

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يزور بريطانيا يجد نفسه منساقاً لزيارة متحف لندن الوطني للآثار، وسيقف في طابور طويل إلى أن يجد فرصة الدخول؛ إلا أنه يفاجأ بأهم قسمين فيه: القسم الفرعوني، قسم حضارات وادي الرافدين. وسيتمتع الزائر بما يرى من منحوتات وما يقرأ؛ لا بتاريخ العراق القديم أو تاريخ مصر فقط، بل بتاريخ العالم أجمع. ومن البديهيات التي تفشت في أوساطنا الأدبية والثقافية هو أن هؤلاء «البريطانيين» سرقوا آثارنا يوم لم يكن هناك رقيب ولا حارس يحمي تلك الآثار «ومنها: المنحوتات بالبرونز والذهب وبعضها بالطين المفخور». والمستعمرون، كما نسميهم، سرقوا تلك الآثار ولكنهم كانوا يشكلون مع بعض المتطوعين حراساً يحملون تلك الآثار وعلماء يدرسونها. واللافت أن هناك أدلة على مضامين ما في المتاحف تشرحها للجمهور المتعطش لمعرفة تلك الآثار بعد أن خلت منها مواقعها الأصلية، في بابل وأور ونينوى وبعض المناطق في مصر.

اليوم لا بد أن نقف لنذكِّر بأن أولئك اللصوص الذين سرقوا تلك الآثار هم في الواقع من حموها، على الأقل، من الهمجية الظلامية المتطرفة التي كسرت العديد من التماثيل وبعض الفخاريات الهامة.

إن ما سميناهم لصوص الأمس أثبتوا أنهم يحمون آثارنا؛ إذ نجد اللوفر يحرص على أن ينقل لفرعه في لينس الشمالية، حوالي (400) قطعة آثارية. وقد تناقلت الأخبار خبر الطوابير التي وقفت لتجد فرصتها لدخول المتحف، متحدية كل الظروف المناخية الصعبة؛ من أمطار وبرد وثلج. ولا بد ونحن أمام هذا المشهد من أن نذكر القنصل الفرنسي يول أميل بونا، الذي قاد حملة التنقيب عام 1840، إذ شحن القطع التي وجدها إلى باريس لحمايتها.

Email