بيت الشعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشعر ديوان العرب، وذاكرتهم الإنسانية والسلاح العاطفي الذي يولد مع كل عربي، اتهم الشعر في سنواته الأخيرة بالتراجع واحتلال الرواية مراكزه المختلفة، بل إن العديد من الشعراء العرب تركوا الشعر وكتبوا روايات وقصصاً، إلا أن الشعر أثبت مرة أخرى وجوده في الحياة الثقافية بل أثبت أيضاً أنه ما زال في طليعة الأجناس الأدبية، لكنه أصبح يعاني من بعض العوامل التي صاحبت موجة الانتصار للرواية، وغياب القمم الشعرية التي كانت تنير لياليه.

صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بعد اهتماماته المؤسسة للتاريخ وللمسرح وللعديد من الفنون واختلاف الثقافات، اتجه لدعم الشعر، فبعد نجاح تجربة بيت الشعر في الشارقة ونشاطه في إعادة القصيدة العربية إلى مكانتها، اتجه لتنشيط الشعر من خلال تأسيس ورعاية بيوت الشعر في المدن العربية، فقد تم حتى الآن فتح مجموعة بيوت للشعر، منها في: الأقصر في مصر، بيت النيلين في السودان، بيت الشعر في المغرب. وقرر صاحب السمو حاكم الشارقة، فتح ورعاية ودعم ما لا يقل عن ألف بيت للشعر في ألف مدينة عربية.

مشروع طموح ومؤسس لحركة الشعر العربي. وأجد أن هذا الاهتمام وهذه الرعاية سينتج عنها نهضة شعرية غير مسبوقة منذ عقود، بل أجزم منذ قرون أيضاً، بعد أن ترك الخلفاء والحكام العرب الذين عرفناهم في تاريخنا، الاهتمام بالشعراء وفتح دواوينهم ومجالسهم للشعراء، وبعد أن توقفت أسواق الشعر العربي القديمة التقليدية.

الثقافة العربية تحتاج إلى دعم. فهي السلاح الأكثر فاعلية في حربنا على التطرف والظلامية.

Email