الخاتون

ت + ت - الحجم الطبيعي

امرأة قوية غيّرت الخارطة الأساسية في الشرق الأوسط، نسيها العالم ولم يعد أحد يذكرها، جاسوسة بريطانية، مستشرقة، باحثة في التاريخ، حيث تخرجت من أكسفورد بامتياز من قسم التاريخ، تركت الحياة الارستقراطية البريطانية، وجاءت إلى الشرق، متسلقة جبالاً، لتكون مستشارة تشرشل للشرق الأوسط وسكرتيرة للمندوب السامي البريطاني في العراق. تتقن الفارسية والعربية والتركية، زميلة لورنس العرب وأكثر تأثيراً منه.

مستكشفة، حيث سافرت إلى معظم دول العالم ومنها اليابان وأميركا الجنوبية، وخبيرة بالآثار. رسمت حدود العراق بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، وأسست الملكية الدستورية في البلاد.. وكذلك البرلمان العراقي، وهي التي توجت الملك فيصل الأول بعد أن طردته القوات الفرنسية من سوريا واحتضنته في لندن، ثم أعادته إلى العراق ملكاً، ولعل من أفضل ما قام به الملك فيصل الأول هو توحيد العراق بعد أن كان مقسماً إلى ثلاث ولايات.

إنها المرأة الحديدية غير ترود بيل، الملقبة بالخاتون والتي لعبت الدور الرئيسي في تثبيت خارطة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى.

نسيها التاريخ لأن كل المستشرقين رجالاً، وكذلك المؤرخون أهملوا مس بيل/ الخاتون كونها امرأة عاشت في بغداد في الربع الأول من القرن العشرين، ويقال إنها انتحرت عام 1926، وهناك رواية أن قبرها ما زال موجوداً في مقبرة الإنجليز في باب المعظم في بغداد، غير أن الباحث د.إبراهيم ناصيف، يشكك كثيراً في أمر انتحارها، ويؤكد أنها ماتت بشكل طبيعي ودفنت في بغداد.

وفي العموم، معها وفي ممارساتها، نتبين كيف أنه وخلال أسابيع قليلة، في القرن الماضي، يأتي تاريخ تشكيل العراق الملكي بعد انفصاله من الدولة العثمانية. فقيام أول دولة وطنية في العراق بنظام ملكي دستوري سقط عند ثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية العراقية.

Email