في محبة زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقول الشاعر الراحل محمد خليفة بن حاضر:

ورِمالُنا مُذْ صَافَحَـتْ يَدَ (زايدٍ)

ســالَ النَّضارُ بها وقَامَ المــاءُ

فإذا السِّباخُ الماحـلاتُ رويَّـــةٌ

وإذا البقـاعُ المُقْفراتُ عَطَــاءُ

رَجُلٌ خُطاهُ خُصوبةٌ، أنَّى مَشَى

فالجــودُ خلفَ رِكابـه مشَّــاءُ

حينما رحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عن الدنيا، حزنت عليه عيون البشر من شرقها وغربها، خاصة أولئك الذين عاشوا زمنه ومن كانوا في كنفه.

ما من إنسان عرفه إلا وأحبه. فقد كان محباً للناس ولشعبه، كان سباقاً لتقديم الخير لكل البشر إذا ما أصابهم مكروه، فترى قوافله في البحر والجو والبر تتسابق للوصول إلى المحتاج أينما كان، وبأي ديانة كان يدين. فالرحمة واسعة وكان يحملها للمحتاجين دون التفريق بينهم لأسباب دينية أو جنسية أو لانتماءاتهم الفكرية.

إن أعظم ما حققه زايد حلم الدولة الذي نفذه فأورقت بساتينه وتناقل الناس أخبار هذا الوطن الذي أسسه زايد، وسرعان ما احتلت دولة الإمارات مركزها بين دول العالم المتقدم، فأصبحت نموذجاً يحتذى به؛ فهو لم يبنِ الدولة فحسب، بل ومنذ البداية اعتنى ببناء الإنسان، سلحه بالعلم والمعرفة وعلمه الأخلاق، خاصة التواضع الذي كان من صفاته، إلى جانب الحكمة التي تحلى بها كسلاح استطاع به أن يحكم في أكثر القضايا تعقيداً وخطورة، فحمل بحق لقب حكيم العرب.

إن ما حققه زايد من أحلام فوق الأرض جديرة بالدراسة، وتجربة بناء دولة الإمارات ينبغي أن يتعلمها الكثير من قادة العالم، هذه التجربة التي تخطت الصعاب التي واجهتها. وقد كان من حسن حظ هذه البقعة من الأرض أن يكون زايد قائدها وحكيمها. فرسخت مكانتها الرفيعة بهذه القيم الإنسانية الجبارة، وأصبحت علماً بين دول العالم.

Email