نحن والمحمول

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعيش اليوم بأعلى درجات التقدم التكنولوجي الذي شهدته البشرية، سرعة المواصلات وراحة السفر، الاتصالات متوافرة بأشكالها المختلفة، بما في ذلك الصورة والصوت في آن واحد، وتوجد أفضل التقنيات الصحية في علاج كثير من الأمراض، بما في ذلك جراحة العيون التي تقدمت مع أشعة الليزر. عالم مريح فيه الكثير من الحاجات التي أصبح الإنسان مرهوناً بها مع الفائدة الكبيرة التي حصل عليها، ولكن...!

رغم كل ما حققته البشرية من تقدم تقني، إلا أننا أيضاً دفعنا ثمناً باهظاً لهذه الاختراعات. وعلى سبيل المثال، زادت نسبة الطلاق إلى 50% لأسباب تتعلق بالهواتف النقالة. الـ«فيس بوك» مثلاً، نجد أنه يساعد على نشر الحقد والضغينة قبل المحبة والتسامح؛ وذلك لأنه غير مراقب من قبل أي جهة، كل واحد منا يحمل هاتفه النقال وهو سجين له لا يفارقه إلا قبل النوم بدقائق، وهذا ما حدا بالكثيرين ممن يسيئون استعماله إلى إهمال أبنائهم، والذين يضطرون بدورهم، للتفتيش عمن يستمع إليهم.

حينما تذهب لزيارة ما أو إلى مجتمع عائلي، فكل واحد يربط وجهه بشاشة الهاتف، والبعض يصور المائدة لا لأكلها إنما ليفاخر بها.

وحينما نتحدث عن «النت» والكمبيوتر الحديث يطول؛ فإلى جانب ما حصلنا عليه من تقدم مع كل جهاز جديد، بتنا ندفع ثمن ذلك من حياتنا وصحتنا، وعلى حساب عائلاتنا وأبنائنا، فروابطنا العائلية تلاشت أو كادت تتلاشى، والعالم مجنون بسرعة المواصلات، ولم نصل إلى ما نريد من الكتب، التي غدت متاحة على شبكة الإنترنت وأصبحت في متناول كل إنسان، كوننا فقدنا حب القراءة وتدنت نسبة القراءة والقراء.

أنا لست ضد التطور والعلم، إلا أنني أحذر من إشكالات يواجهها الفرد والعائلة والمجتمع من خلال هذه التقنيات الجديدة، التي لا يمكن لأحد أن يستغني عنها.

Email