يوم العود

ت + ت - الحجم الطبيعي

على هامش ملتقى مواجهة تاريخ الأدب الذي عقدته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في عمان بالأردن، أخيراً، بالتعاون مع مؤسسة عبدالحميد شومان، نظمت مؤسسة «شومان» أمسية موسيقية للعود سمتها«يوم العود»، شارك فيها نجوم من عازفي العود من عدد من البلدان العربية: حسن سبسبي من سوريا، طارق الجندي من الأردن، ممدوح الجبالي من مصر. إضافة إلى ناصر سلامة على الإيقاع.

ليلة كان الإبداع سيدها والعود نجمها، وأثبتت هذه الليلة تميز آلة العود وسيادتها الموسيقية، كما أثبتت أن الإنسان العربي ما زالت أذنه جيدة السمع.

امتلأت قاعة الحفل بالجمهور من أعمار مختلفة ومن مستويات متعددة، ومن الجنسين. ولفتت نظري مشاهد كثيرة:

- افترش حضور الأرض بعد أن امتلأت الكراسي .

- رجل يجلس على الأرض يحتضن ابنته (في التاسعة من عمرها)، وحين يأتي أحد الشبان ويجلس أمام الطفلة، تمتعض، لأنه حجب الرؤية عنها. وهنا ينهض الجالس بجانبي ويتبرع لها بكرسيه.

- مدير مدرسة يفترش الأرض وحوله طلابه من أعمار مختلفة.

- تفاعل الصالة مع العازفين بمشاركة غنائية في بعض الأنغام والأغاني المعروفة، بل إن بعض المحجبات كانت أياديهن وأصابعهن ترقص مع الأنغام.

هذه المؤشرات تجعلنا ندرك أهمية الموسيقى في حياتنا، ونعي أن محاربة الظلام والتطرف ومقاومة ثقافة الانتقام لا تكون فقط بالعساكر والقنابل والرصاص، على أهمية هذه الوسائل، وإنما تحتاج إلى جهود موازية لمثل هذه الفعالية.. وغيرها من فعاليات ينبغي أن تتواصل في كل أرجاء البلاد العربية بشأنها.. ويكفي سفك الدم العربي بكل هذا الرخص.

Email