حوار مختلف

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحذاء يحفظ أقدامنا فيقينا حرارة الأرض وبرودتها.. أو حتى يحميها من الجليد.

ولكن البشرية استعملته بأغراض أخرى، كما استعمله الناس ضد النمرود، أو تعامل المصريين مع شجرة الدر، وفي العصر الحديث دخل الحذاء التاريخ أيضاً، فحذاء الرفيق خروشوف، أحد رؤساء الاتحاد السوفييتي سابقاً، استعمله فجأة في الأمم المتحدة يوم رفعه وهو يلقي خطابه التاريخي ضد أميركا وإنجلترا وفرنسا وإسرائيل، وهددهم بأنه سيدوس رؤوسهم بهذا الحذاء السوفييتي إن لم تتراجع أساطيلهم عن بور سعيد البطلة عام 1956.

وفي مصر أيضاً، قبل أشهر فقط، أقدم النائب كمال أحمد على ضرب النائب توفيق عكاشة داخل قبة البرلمان لعلاقة الأخير بإسرائيل.

ولأن الشعب العراقي فقد لغة الحوار ووصل إلى أبواب مسدودة، نرى على شاشات التلفاز الصحفي العراقي منتظر الزيدي يرمي بحذائه على جورج دبليو بوش، وبجانبه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وقد انقسمت ردود الفعل ما بين مؤيد ومعارض، لأن لغة الصحفي هي الكلام يكتبه بالقلم ولا يكتبه بالحذاء..

وكذلك ما تعرض له جبر صولاغ من الضرب بالنعال عند دخوله الشركة العامة للسكك الحديدية في بغداد، وهناك العديد من أحداث الأحذية في الوطن العربي، إذ توقفت لغة الحوار. الصحافية التونسية كوثر البشراوي جلست أمام عدسة التلفزيون لتقبل جزمة جندي سوري لتعبر عن موقفها من أحداث سوريا.

أشهر الأحذية في تاريخنا العربي حذاء أبي القاسم الطنبوري الذي ابتلي به، وهي قصة فكاهية عن بخيل، لكنها مؤثرة ولها أبعادها. وكنا ونحن صغار نقرأ هذه القصة ونضحك سراً أو علناً حسب موقف المعلم يومها.

Email