كلاب مونترو

ت + ت - الحجم الطبيعي

من كثرة معاناة أهل العراق، أن انتشرت بينهم ثقافة النكتة، وكما يقال شر البلية ما يضحك، ولعل من أبرز النكات اليوم حكاية كلب عراقي، لم يجد في مقاصب العراق لا لحماً ولا عظماً، وتردت حالته جوعاً وبرداً، وسوء معاملة إذ يتلقى الضربات من كل صوب فوق فاقته وجوعه فيقرر الهجرة إلى سويسرا، ويكتب لجميعات الرفق بالحيوان.

فتستجيب له وترسل له رسالة قبول بهجرته إلى سويسرا، وما أن وصل جنيف حتى تناولته هذه الجمعيات فأدخلته الحمام وغسلت شعره بأنواع مختلفة من الشامبو وعطرته، ثم أطعمته ألذ وأرقى الأطعمة المخصصة للكلاب وعرض على البيطري وكتب له أدوية مختلفة لعلاجه.

واستمر على هذا الحال وأكثر مما أصابه الضجر والحنين إلى الوطن فقرر العودة إلى بغداد وحاولوا ثنيه فلم يفلحوا، وبالفعل عاد من حيث أتى وصادف وهو يغادر الطائرة فشاهد كلباً من زملائه يصعد، فصرخ به: «ولك وين رايح» أجابه صديقه الكلب هجرة إلى سويسرا..

صرخ به متوسلاً..«ارجع..ارجع..تره ما يعرفوك كلب إلا في العراق».

تذكرت هذه النكتة وأنا أراقب الناس مع كلابهم المعاصرة والمدللة، حتى أن بعضهم يجلس كلبه على الكرسي بجانبه وهو يتناول الغذاء مع أصدقائه والكلب غاية في الأدب والتصرف الحضاري، ولكثرة الكلاب في الفندق الذي أسكنه وهو خمس نجوم سألت مدير الفندق عن مكان سكن هذه الكلاب، أجابني مبتسماً (With there family) قلت له أي عائلة، قال هؤلاء البشر، والكلاب تنام معهم في غرفة النوم.

وقلت في نفسي صحيح..«ما يعرفوك كلب إلا في العراق»، بعد أن فقدنا صفتنا البشرية، فأين نحن من كلاب مونترو السويسرية المدللة.

Email