أرصفة

كمال حسني

ت + ت - الحجم الطبيعي

احتكر عبدالحليم حافظ الإذاعات وغزت صورته الأفلام السينمائية وسطع نجمه بين أكبر نجوم الغناء العربي. وإزاء هذا الاحتكار والغزو، فكرت شركات الإنتاج بخلق بديل آخر يكسر احتكاره.

سعت المنتجة ماري كويني إلى إيجاد بديل لعبدالحليم، وعثرت على كمال حسني، فاحتضنته ووقعت معه عقداً لفيلمين، واستعانت بعدد من كبار أساتذة الموسيقى للإشراف على تدريبه، ومنهم: الموسيقار محمود الشريف، كما حرصت على إدخاله معهد الموسيقى. وسأل عنه محمد عبدالوهاب بعد أن نشرت صوره، بناء على دعم ماري كويني.

كمال حسني كان موظفاً صغيراً في البنك الأهلي بالقاهرة، لذا كان الصحافيون يفاجئونه وهو في عمله، إلى أن اضطر للاعتذار منهم. ورغم ذلك، فقد ألح عليه بعض الصحافيين للنيل من عبدالحليم وجرحه أو الإساءة له، لكنه رفض بشدة وقال: (إنني أول معجب في مصر بعبدالحليم).

رغم كل الاستعدادات والأموال التي خصصتها ماري كويني ومساعي محمود الشريف وفريق التدريب، إلا أن كمال حسني ظل مطرباً من الدرجة الثالثة أو الرابعة. ولم يستطع أن يوازي عملقة عبدالحليم، بل لم يستطع أن يسجل اسمه مع المبدعين، علماً أنه بدأ وعبدالحليم في أول دربه ولم يكن قد ارتفع إلى القمة عام 1955، وإن كان قد سجل حضوراً وتميزاً وصورة جديدة لفن الغناء العربي.

مهما حاول الإعلام والإعداد والإشراف الفني خلق نجم جديد في الغناء، رغم اعتقادي أن كمال حسني يمتلك موهبة جيدة، إلا أن عملقة عبدالحليم ودكتاتورية صوته وأدائه وإبداعه، كانتا أكبر من أن يقف أمامهما مطرب مثل كمال حسني، والذي ظهرت أفلامه باهتة وعبارة عن نسخ مقلدة لأفلام حليم وفريد الأطرش.

 

Email