صلاح وبهاء جاهين

ت + ت - الحجم الطبيعي

صلاح جاهين عبقري زمانه، فهو قد رفض الدراسة التقليدية وأكمل الثانوية بـ«العافية». ولم يكمل دارسة الحقوق رغم إصرار والده المستشار في القضاء، وقال لوالده: «مع احترامي لك يا بابا.. أنا أرفض التخرج من كلية الحقوق لمجرد أن يقال إنني ابن بهجت حلمي، لأن الناس بكرة هتقول أنك أبوصلاح».

وبالفعل تحققت مقولته، إذ ما إن أصبح والده رئيساً لمحكمة الاستئناف بالمنصورة وذهب ليحلف اليمين أمام جمال عبدالناصر، مال أحد الحاضرين على الريس وقال له: «ده أبوصلاح جاهين، فأعاد عبدالناصر مصافحته إكراماً لولده».

تزوج صلاح جاهين الرسامة سوسن زكي عام 1955، ورزقا بابنهما البكر بهاء الذي كان مدللاً عند أبيه، ومما يذكر أن بهاء حين كان عمره ثلاث سنوات، ورفض النوم واستمر بالبكاء طالباً حضور عبدالحليم حافظ، فقال له صلاح «نام وبكرة هجيبه». وفي اليوم التالي اصطحب جاهين عبدالحليم حافظ فرقص بهاء فرحاً.

ويقال أيضاً عن بهاء، إنه كان في الرابعة حينما دخل الحمام وأغلقه من الداخل، وأخذ يصرخ. فما كان من صلاح إلا أن دخل من الشباك رغم ضخامته وأخرجه وكتب في واحدة من رباعياته (أزاي أنا يا تخين بقيت بهلوان).

سيد مكاوي كان يقضي معظم وقته في بيت صلاح جاهين، خصوصاً في الفترة التي كتب بها جاهين أوبريت «الليلة الكبيرة». كان الراحلان قد أخذا فكرة الأوبريت من زيارتهما لمولد السيدة زينب. وبذلك أنتجا واحدة من الأعمال الخالدة. وفازت الليلة الكبيرة بجوائز عالمية وما زال الأوبريت حيا يعاد عرضه بين الحين والآخر، بل طور في السنوات الأخيرة إخراجياً، ليجمع ما بين العرض الحي والدمى معاً.

Email