كلاي وجه أميركا الأجمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أريد الحديث عن الأسطورة محمد علي كلاي وهو يرحل عنا إلى مرقده الأبدي، فالذين كتبوا عنه أكثر مني معرفة بخصائصه، إلا أنني أذكره لأنه كان مثالاً لنا في شبابنا، وأيقونة رياضية تمثل شجاعة نادرة. فلم يشعر بخوف وهو يقابل خصمه على الحلبة، ولا خصومه خارجها، وعلّم العديد من الرياضيين الذين تعلموا على يديه، أن النصر والنجاح يبدآن بعدم الشعور بالخوف.

كلاي مثّل العصر الذهبي لرياضة الملاكمة، وكان نبيلاً في الحلبة وخارجها، وهو الذي منح اللعبة مفهوماً شعبياً، رغم عدم اختياره السهولة لا في الملاكمة ولا في الحياة، كان دائم البحث عن العظمة، فأدركها وأصبح عظيماً، لا في الملاكمة فحسب بل في الحياة. فهو، وإن رحل، فإنه استطاع أن يكون رمزاً للرياضيين السود وغيرهم. فهو، مثل الزعيم مارتن لوثر كينغ، زعيم أيضاً في فنه ومواقفه ومبادئه.

آمن بالإسلام فأسلم وآمن بالحرية والمساواة الشعبية، ورفض أن يتعامل معه أحد على أنه أسود، فرمى بجائزته الذهبية في الأولومبيات في النهر، بعد أن منع من دخول أحد المطاعم كونه أسود، ورفض الحروب المدمرة وآمن بالسلام ورفض حرب فيتنام، فلم يلتحق بالجيش رغم العقوبة التي ترتبت على رفضه.

يوم كان يسجل انتصاراته، لم تكن الفضائيات قد برزت.. كنا ننتظر يومين أو أكثر ليصل شريط المباراة إلى تلفزيون الكويت، الذي كان ينقله ونحن في البصرة نلتقط الموجة من الكويت فنجلس جماعات جماعات لمشاهدة مبارياته، رغم معرفتنا المسبقة بفوزه وبنتائج البطولة، مما كانت تتناقله الصحافة.

انتصر في معظم المباريات التي خاضها، وأصبح بطلاً على العالم عدة مرات، إلا أنه خسر معركته الأخيرة مع مرض الباركنسون، رغم أنه قاومه 32 عاماً.

Email