الفن والاحتراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن معظم الفنانين الكبار ماتوا وهم يعانون الفاقة والمرض مثل: أمينة رزق وتوفيق الدقن ونجيب الريحاني. وأيضاً: سعاد حسني، إسماعيل يس، سمير خفاجي، زينات صدقي. والكثير غيرهم، ذلك رغم أن بعض هؤلاء حقق مكاسب كبيرة من خلال نشاطه الفني في حياته.

في العراق نماذج من الفنانين الكبار، ظلوا كل حياتهم هواة رغم كونهم محترفين، بمعنى أنه لم يحاول أحدهم أن يعيش هو وعائلته على المصدر المادي لفنه إنما جعل هذا المصدر احتياطياً وفتش عن عمل آخر يستطيع من خلاله أن يسدد تكاليف الحياة، مثال على ذلك: ناظم الغزالي على شهرته الكبيرة إلا أنه ظل موظفاً في دائرة بريد وبرق بغداد إضافة إلى اعتماده على ثروة زوجته الفنانة سليمة مراد، ويقال إن تلفزيون بغداد كان يصرف للغزالي 8 دنانير للسهرة التلفزيونية، وكان الغزالي يوزع المبلغ على الموسيقيين ويدفع من جيبه الخاص ثمن الديكور.

أما الفنان محمد القبانجي فورث عن والده محلاً تجارياً كبيراً واستثمره بشكل جيد وحقق ثروة ممتازة عاش منها برفاهية ومارس الغناء هواية طيلة حياته، وكان ينصح كل فنان يعرفه بأن لا يجعل الفن مصدر رزق لحياته ولعائلته، وعرف عن القبانجي تدينه. إذ بنى أجمل المساجد في بغداد من ثروته التي كسبها من تجارته.

الكثير من الفنانين يكسبون آلاف بل ملايين الدولارات. لكن معظمهم لا يفكر في نهايات العمر حينما يجد الفنان نفسه وحيداً وقد تركه الجمهور والناس والحفلات، ولربما يضطر إلى أن يحيل نفسه إلى التقاعد بعد تعرضه لأمراض أو حوادث. إن الأقدار كثيرة، كم من الفنانين الذين أضحكونا وتمتعنا بفنهم ماتوا والدمعة لم تجف في أعينهم.

Email